وصل الرئيس الغابوني على بونغو الى الرباط صباح الخميس لقضاء فترة نقاهة في مؤسسة استشفائية قادما من الرياض، حيث أمضى شهرا لعلاج داء لم يكشف رسميا عن ماهيته. وغادر بونغو (59 عاما) الرياض مساء الأربعاء حيث كان في وداعه مسؤولون بوزاراة الخارجية حسب وكالة الأنباء السعودية، ليصل الرباط صباح الخميس وفق ما أفاد مصدر ديبلوماسي مغربي وكالة فرانس برس.
ولم تنشر أية صور للرئيس الغابوني عند مغادرته السعودية أو لدى وصوله المغرب. ويثير غياب بونغو عن عدسات الكاميرات، منذ دخوله المستشفى في الرياض أواخر تشرين الأول/أكتوبر، تساؤلات وقلقا حول حقيقة وضعه الصحي.
وغذى التساؤلات شح المعلومات الرسمية التي وردت من العاصمة الغابونية ليبرفيل إذ لم يتحدث الناطق باسم الرئاسة إيك نغوني عن الموضوع سوى مرتين طيلة شهر كامل.
ولم تكشف الرئاسة في أي وقت من الأوقات عن الداء الذي يعانيه الرئيس، بينما تحدثت مصادر غير رسمية عن تعرضه لجلطة دماغية.
كما لم يرد نبأ مغادرته الرياض نحو الرباط الأربعاء على لسان أي متحدث رسمي من الحكومة أو الرئاسة الغابونيتين، بل من خلال تدوينة نشرتها زوجته سيلفيا على موقع فيسبوك.
واكتفت الحكومة الغابونية بتأكيد نبأ هذا الانتقال ساعات بعد ذلك.
وأوضحت زوجة الرئيس أن سفره "بات ممكنا بفضل التحسن الملحوظ جدا" لوضعه الصحي، متحدثة عن "فترة نقاهة قصيرة".
كما أعلنت أن بونغو سينتهز هذه الفترة "للعمل على الملفات الأكثر إلحاحا" في الغابون، على أن يصل الرباط "مسؤولون رئيسيون في الرئاسة".
ولم تتحدث سيلفيا بونغو، بالمقابل، عن قدوم أي عضو في الحكومة الغابونية إلى الرباط، أو حتى الوزير الأول إيمانويل إيسوزي نكوندي أو نائب الرئيس بيير كلافير ماكانكا موسافو.
وعلق الموقع الإخباري الغابوني "غابون ريفيو" ذي النبرة الجادة على هذه الأنباء بالقول "إن تدبير الملف الصحي لرئيس الجمهورية يسلط الضوء على القوة الهائلة" التي تتمتع بها عائلته، و"يقيم الدليل على عجز جهاز الدولة".
ولمواجهة غياب الرئيس قامت المحكمة الدستورية، التي ترأسها ماري مادلين مبورانتسو منذ 1991، وتعد من أعمدة النظام، بإضافة فقرة إلى الدستور الذي لم يتكن يتضمن أي نص حول "الشغور المؤقت" لمنصب الرئيس.
وبفضل هذا التعديل أمكن انعقاد مجلس للوزراء برئاسة نائب الرئيس موسافو، لكن المعارضة أدانته بقوة، كما تحدثت النقابات وجمعيات المجتمع المدني عن "انقلاب دستوري".
لكن المعارضة منقسمة ولا تبدو قادرة على الاستفادة سياسيا من الغياب المطول للرئيس.
ولم يلب دعواتها للتظاهر احتجاجا على ما سمته "انقلابا دستوريا " في ليبرفيل سوى بضع عشرات، علما أن السلطات منعت التظاهرات.
ومن جهته دعا غريم بونغو في رئاسيات 2016 جون بينغ مؤخرا كافة الغابونيين للتظاهر، لكن دعوة هذا المعارض الذي ما يزال يعلن نفسه "الرئيس المنتخب" بقيت بدون استجابة.
وأصدر ائتلاف للنقابات الخميس نداء من أجل "إضراب عام" يومي 10 و12 دجنبر تعبيرا عن إدانة غياب الرئيس علي بونغو الذي يجعلهم "دون جهة يحاورونها"، كما دعا الائتلاف إلى "مسيرة سلمية" يوم 18 كانون الأول/ديسمبر احتجاجا على "التعديل غير الشرعي للدستور".