خلفت زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لتونس والمقررة مساء اليوم، ردود فعل قوية من الشعب التونسي متهمين إيّاه بالتورط في مقتل جمال خاشقجي، وجرائم ضد الانسانية في اليمن . هذا وقد تجمع ثلة من مختلف المشارب في شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة التونسية تعبيرا عن رفضهم المطلق لزيارة ولي العهد السعودي ، ممثلين عشر منظمات، بينها: النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، وجمعية النساء الديمقراطيات؛ احتجاجا على الزيارة ، ورفعوا لافتات كُتب عليها "بن سلمان مجرم حرب" و"قاتل أطفال اليمن"، في حين قام مهرج بتجسيد شخصيته وهو يخرج من حقيبته أعضاء مضرجة بالدم.
ويرجع سبب الرفض للزيارة بعد توجيه أصبع الاتهام لابن سلمان باغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، كاتب الرأي، والذي شغل اختفاؤه العالم ،لشهر وأسابيع ،لينتهي به المطاف مقتولا ومقطعا بالمنشار ،في جريمة بشعة لازال العالم لم يستوعبها بعد .
وتواجه السعودية أزمة دولية كبيرة منذ أعلنت في 20 أكتوبر الماضي، مقتل خاشقجي في قنصليتها بإسطنبول، بعد 18 يوماً من الإنكار. وقدمت الرياض روايات متناقضة بشأن مصيره، قبل أن تقر بقتله وتجزئة جثته، إثر فشل «مفاوضات» لإقناعه بالعودة إلى المملكة.
وأثار ما حدث لخاشقجي موجة غضب عالمية ضد المملكة ومطالبات بتحديد مكان الجثة ومحاسبة الجناة، وخاصة مَن أمر بالجريمة.
وقالت وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، قبل أيام، إنها توصلت إلى أن محمد بن سلمان هو مَن أمر بقتل خاشقجي.
ومن المقرر أن يلتقي ولي العهد السعودي خلال زيارته بالرئيس التونسي الباجي قايد السبسي.
وفي السياق ذاته ، قال رئيس الحكومة التونسية الأسبق حمادي الجبالي إن زيارة محمد بن سلمان المقررة إلى تونس -سواء كانت بطلب منه أو بدعوة من الدولة التونسية- هي إهانة للشعب التونسي وثورته التي قامت على قيم الحرية والعدالة وحقوق الإنسان.
مضيفا، "إن ما أقدم عليه بن سلمان من تعدٍ صارخ على القيم الإسلامية والإنسانية في بلاده وخارجها -وآخرها جريمة القتل والتمثيل بالصحفي جمال خاشقجي- يحتم عدم الترحيب به على أرض تونس الثورة".
حري بالذكر، فقد وجهت نقابة الصحفيين رسالة مفتوحة للرئيس التونسي عبرت فيها عن "استهجانها لزيارة بن سلمان، كونه عدوا حقيقيا لحرية التعبير"، معتبرة الزيارة "اعتداء صارخا" على مبادئ الثورة " على حد تعبيرها .