مددت السلطات اليابانية الأربعاء الحجز الاحتياطي لرئيس مجلس إدارة نيسان كارلوس غصن عشرة أيام في وقت أفادت تقارير أن مجموعة السيارات العملاقة يمكن أن تتعرض لملاحقات قضائية متعلقة بالمخالفات المالية التي تسببت في سقوط رجلها القوي. وكان لتوقيف غصن المفاجئ أثر الصدمة على قطاع صناعة السيارات في اليابان وخارجها، حيث ينسب إليه النجاح في تغيير مصير تحالف نيسان-رينو-ميتسوبيشي. وشكل خبر توقيف الرجل القوي، في نيسان-رينو-ميتسوبيشي، من طرف السلطات اليابانية، بشبهة التهرب الضريبي، ضربة لفرع الشركة الفرنسية بالمغرب، الذي تأثر سلبا بهذه التطورات. ويبدو أن الأزمة تسير من سيء إلى أسوأ بالنسبة لنيسان، إذ ذكرت صحيفة أساهي شيمبون إن المدعين يعتقدون أن المجموعة نفسها قد تتعرض لملاحقات قضائية. ورفضت كل من نيسان والسلطات التعليق. ويرى مراقبون، أنه هذه التأثيرات ستكون محدودة ولن تؤثر على استثمارات الشركة بالمغرب، واستراتيجيتها من كون المملكة المغربية، تشكل منصة انطلاق السيارات الشركة العملاقة إلى الأسواق الإفريقية. وفي هذا الصدد، اعتبر المحلل السياسي محمد شقير، في تصريح ل"الأيام24"، أن استراتيجية مجموعة السيارات العملاقة، بعد اعتقال رئيس مجلس إدارتها، لن تؤثر على استثماراتها بالمغرب، نظرا لأن غصن يبقى عضو من أعضاء الشركة، رغم أنه لعب دورا هاما وحيويا في إعادة رسم استراتيجية الشركة ورسم مسارها. والأربعاء ذكر العديد من وسائل الأعلام أن محكمة منطقة طوكيو أمرت بتمديد الحجز الاحتياطي لرجل الأعمال البالغ من العمر 64 عاما والمولود في البرازيل، عشرة أيام إضافية. وكثف المدعون تحقيقاتهم في مسألة تصريح غصن عن رواتب أقل بنحو 5 مليارات ين (44,5 مليون دولار). وكان أمام المدعين مهلة 48 ساعة لكي يقرروا إما توجيه التهم او الافراج عنه أو طلب تمديد فترة حجزه عشرة أيام لمواصلة التحقيق. وسوف يقرر مجلس إدارة نيسان الخميس ما إذا كان سيقيل غصن من رئاسة المجلس، في تحول مؤسف لمسار هذا المدير الذي كان يحظى باحترام كبير وأسس تحالف السيارات الثلاثي الذي يبيع مجتمعا أكبر عدد من السيارات في العالم بين جميع المصنعين. ويبدو أن مصير غصن بات محتما بعد أن شن المدير التنفيذي الذي اختاره غصن بنفسه، هيروتو سايكاولا هجوما عليه قائلا إنه جمع في يده "الكثير من السلطة" منددا "بالجانب المظلم من حقبة غصن". لكن رينو قالت إنها تقف إلى جنب مديرها التنفيذي رغم إعلانها عن تعيين مدير العمليات تييري بولوريه نائبا للمدير التنفيذي. وأعلن وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير الأربعاء إن "هذه القيادة تضمن حسن سير العمل لدى شركة رينو". وأضاف بأن "قيادة رينو متينة لكنها موقتة" مؤكدا أنه سيلتقي نظيره الياباني الخميس لمناقشة "تمديد" التحالف. وبعد اجتماع طارئ لمجلس الإدارة حضت رينو الشركة الشقيقة نيسان على تقاسم "المعلومات الموجودة بحوزتها في إطار التحقيقات الداخلية التي أجرتها حول غصن". وتبذل باريسوطوكيو مساع حثيثة لاحتواء تداعيات توقيف غصن.