قبل أسابيع من تنظيم اجتماع حول قضية الصحراء بين المغرب والجزائر وجبهة البوليساريو وموريتانيا، المقرر انعقاده يومي 4 و5 ديسمبر 2018 في جنيف - أنهى المغرب مشروع«النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية»، الذي يروم تأهيل البنية التحتية للمنطقة وتنميتها على جميع الأصعدة. ويهدف المغرب من خلال هذا المشروع، إلى تعزيز ثقله أكثر في ميزان القوى، حيث تميل الكفة لصالحه خاصة بعد التطورات الأخيرة في الصحراء ، بدءا بأزمة الكركرات في 2016 وانتهاءا بقرار مجلس الأمن الأخير مرورا بانتهاكات البوليساريو في المنطقة العازلة.
وبحسب مجلة جون افريك الفرنسية، تستأثر كل من منطقة العيون وبوجدور والساقية الحمراء بأكثر من نصف الاستثمارات، التي تقدَّر قيمتها بنحو 81 مليار درهم والتي تم التخطيط لها خلال إعلان البرنامج العملاق الذي دعا إليه الملك محمد السادس، في العيون، خلال شهر نوفمبرمن عام 2015، بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء. وأكد رئيس المجلس الإقليمي، حمدي ولد الرشيد، أن «هذا المشروع العملاق يأتي في إطار رؤية متكاملة لتعزيز إشعاع الصحراء كمركز اقتصادي، باعتبارها همزة وصل بين المغرب وامتداده الإفريقي». وقد تغيرت ملامح الأقاليم الجنوبية خلال السنوات الأخيرة، حيث طرأت عدة تغيرات على ملامح مدينة العيون، عاصمة الأقاليم الجنوبية، اذ ث تم إنشاء مراكز لعلامات تجارية دولية ووطنية، وفنادق جديدة، وتم تحديث حضري، وتهيئة البنى التحتية، وفتح مركز بعثات تعليمية أجنبية. ونقلت المجلة الفرنسية عن محمد سالم بنمسعود، نائب رئيس الفرع الجنوبي للاتحاد العام لمقاولات المغرب (CGEM)، أن «متوسط سعر المتر المربع الواحد قد ارتفع بنسبة 40% خلال السنوات الخمس الماضية. وقال حمدي ولد الرشيد، الذي يشغل منصب رئيس بلدية العيون: «خلال السنوات الأخيرة، حازت مدينتنا العديد من الجوائز على مستوى الأمن البيئي والمناطق الخضراء التي تمنحها منظمة المدن العربية». ومما يدل على الثقل الاقتصادي للمغرب في هذه المنطقة هو الأرقام التي كشفت للجنة الوطنية للاستثمار، حيث إن 53% من التمويل الذي يقدمه المغرب بالمناطق التابعة له يتمركز في الصحراء". ومن جهته، أكد مدير وكالة البرمجة والتتبع، رشيد حدادي، أن «من بين 279 مشروعاً تم التخطيط لها في المنطقة بتكلفة إجمالية قُدرت بنحو 43.2 مليار درهم [نحو 4 مليارات يورو]، حققنا معدل انطلاق بنسبة 60%، ومعدل التزام مالي بنسبة 43%». ويسهم ذلك في تعزيز هذه الخطة الاستثمارية التي تمتد حتى سنة 2021 لتصل إلى ملياري درهم تم دفعها هذه السنة. كما تسهم مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط إلى حد كبير، في هذا الاستثمار في الصحراء المغربية. وتدير شركة فوسبوكراع التابعة لهذه المجموعة واحداً من بين أكبر المشاريع في المنطقة. وعلى بُعد 30 كيلومترا من مدينة العيون، تتم إعادة تهيئة ميناء الفوسفاط التابع لمجموعة OCP. ومن المنتظر أن يتم استثمار ما يقارب 20 مليار درهم (1.8 مليار يورو) في بناء ميناء جديد، إلى جانب العمل على إنشاء تيكنوبوليس (مدينة تكنولوجية) في منطقة فم الواد، ووحدة إنتاج أسمدة متكاملة، بشكل مماثل للمشاريع التي إنشاؤها في منطقة الجرف الأصفر. وينضاف الى مشاريع الهيكلة الكبرى القطاع الفلاحي ت، على غرار تهيئة منطقة زراعية سقوية جديدة تبلغ مساحتها 1000 هكتار في منطقة جريفية (بتكلفة 450 مليون درهم). إلى جانب مشاريع صغرى مثل إنشاء وحدة إنتاج الألبان بتكلفة بلغت 36 مليون درهم، في منطقة فم الواد، وتحديداً في مقر تعاونية حليب الساقية الحمراء. .