رحبت قطر بالمبادرة التي أعلن عنها الملك محمد السادس في خطاب تاريخي بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء 43 اول امس، والرامية إلى إجراء حوار صريح ومباشر مع الجزائر . وفي هذا الصدد كشف موقع الجزائر1 استنادا إلى مصدر ديبلوماسي وصفه بالموثوق أن "قطر باشرت منذ مدة-أزيد من 3 أشهر-بلعب دور الوساطة لرأب الصدع بين الجزائر و المغرب و تقريب وجهات النظر بين مسؤولي البلدين كمحاولة قوية منها لوضع حد لعدة عقود من الجفاء في العلاقات بينهما و التي بلغت في بعض الحالات تصعيدًا خطيرًا.
و بحسب ذات المصدر فإنه و بالرغم من أن الجزائر ترفض جملة و تفصيلا قبول الوساطة بينها و بين المغرب من طرف أية جهة ما لأنه ليس هناك ما بين البلدين ما يستوجب التوسط بينهما. وكشف المصدر ذاته أن أمير دولة قطر شخصيًا أقنع المسؤولين الجزائريين بضرورة إعادة الدفء للعلاقات بين الجزائر و المغرب لأن ذلك يدخل في مصلحة البلدين و المنطقة المغاربية ككل و أنه قد حان الوقت للتجرد من الذاتية و الالتفات إلى مستقبل الأجيال القادمة خاصة في ظل الظرف الراهن المتسم بالكثير من التحديات الهامة و التي تتطلب الاتحاد و تظافر الجهود و عدم الانزواء على النفس. و أفاد المصدر أن عدد من المسؤولين القطريين كانوا قد زارو الجزائر و المغرب خلال الأشهر الأخيرة في زيارات مُعلنة و أخرى تمت في سرية تامة في إطار الوساطة المذكورة و التي ترفض الجزائر إعتبارها وساطة بمعناها الشائع، و إنما محاولة قطرية “مشكورة” لتذليل العقبات بين الجزائر و المغرب. و كان الملك محمد السادس قد عبّر عن استعداد المغرب “للحوار المباشر والصريح” مع الجزائر لتجاوز الخلافات القائمة بين البلدين و ذلك لأول مرة منذ سنوات، مقترحًا، إحداث آلية سياسية مشتركة للتشاور.
و اقترح الملك الدخول في حوار مع الجزائر لمناقشة جميع الملفات العالقة بدون إستثناءات.
كما اقترح تأسيس لجنة للحوار بغرض تجاوز الجمود القائم في العلاقات مع الجزائر، داعيا إلى تفعيل العلاقات الثنائية والعمل على إيجاد حلول للمشاكل المطروحة. وتحتفظ دولة قطر بعلاقات مميّزة مع كل من الجزائر والمغرب على حد سواء.ونتيجة للعلاقات المميزة التي تربط قطر بكل من الجزائر والمغرب، قد تنجح الوساطة التي باشرتها منذ مدة و قد تنتهي بتطبيع العلاقات بين الجزائر و المغرب.
و الجدير بالذكر أنها ليست المرة الأولى التي تتدخل دولة ما من أجل الوساطة بين المغرب والجزائر، حيث سبق للعاهل السعودي الراحل، الملك فهد بن عبد العزيز، أن نجح سنة 1988 في مصالحة الملك الراحل الحسن الثاني مع الرئيس الجزائري الأسبق الراحل الشاذلي بن جديد في لقاء تاريخي بمدينة وجدة.