أصبحت الأبناك المغربية المتواجدة في القارة السمراء تشكل تهديدا وجوديا لنظيرتها الفرنسية، واعترف خبراء فرنسيون أن "في إفريقيا الفرنكوفونية فإن المصارف المغربية باتت تحل تدريجيا محل المصارف الفرنسية". ونقلت وكالة فرانس بريس في مقال تحليلي عن مستقبل القطاع البنكي في إفريقيا أن ثلاثة بنوك مغربية هي بنك التجاري وفا والبنك المغربي للتجارة الخارجية (بي ام سي أو) والبنك الشعبي المركزي (بي سي بي) تمتلك حوالى ثلث (30في المائة) الفروع المصرفية في المنطقة فيما يمثل مصرفا بي ان بي باريبا وسوسيتيه جنرال حوالى 15 في المائة منها. ويرى جان مارك فيلاسك من مكتب نوفيل دون للدراسات "أنها استراتيجية تعتمدها المملكة وتقضي بتوسيع المصارف وبصورة عامة الشركات المغربية نحو إفريقيا" موضحا أنه "بين 2007 و2014 انتقلنا من حضور للأطراف المغربية بصفة شهود إلى حضور بصفة قيادية". وهذا الانتشار يقوم على عمليات إعادة شراء حيث استحوذ بنك التجاري وفا على فروع لمصرف كريدي اغريكول، واستحوذ البنك المغربي للتجارة الخارجية على بنك اوف أفريكا ووضع البنك الشعبي المركزي يده على البنك الأطلسي. وقال جان مارك فيلاسك "إضافة إلى إعادة شراء شركات، تعتمد هذه المصارف سياسة ذات طابع هجومي تقضي بتوسيع مجموعتها من الفروع المصرفية". وبذلك أصبح بنك التجاري وفا الذي ولد من عملية انصهار عام 2004 البنك الأول في إفريقيا الفرنكفونية على صعيد العائدات حيث بات يجني 25 في المائة من عائداته خارج المغرب. وفي شرق القارة، ان كان مصرف باركليز البريطاني ومصرف ستاندارد بنك الجنوب افريقي لا يزالان اكبر شبكتين مصرفيتين، إلا أن مصارف نيجيرية مثل يونايتد بنك فور أفريكا (يو بي ايه) أو افريقية مثل العملاق ايكوبنك تعمل على توسيع أنشطتها. وتمكن ايكوبنك الذي تاسس في توغو وبات مصرف قطري المساهم الأول فيه منذ بضعة أشهر، من زيادة حجم انتشاره بثلاثة أضعاف في السنوات السبع الأخيرة فزاد فروعه من 400 فرع عام 2007 إلى ما يزيد عن 1200 اليوم. وقال جان مارك فيلاسك انه "خلال بضع سنوات، تم توطيد المواقع. وفي إفريقيا الفرنكوفونية تملك تسع مؤسسات مصرفية اليوم وحدها ثلاثة ارباع الوكالات المصرفية". وتشهد إفريقيا انتشارا ملفتا لمجموعات مصرفية منبثقة من القارة نفسها تهز موقع المصارف الأوروبية المترسخة في هذه البلدان منذ وقت طويل، ما يحدث تحولا كبيرا في قطاع مصرفي حيوي على وشك النهوض. ويرى المحللون الاقتصاديون أن القطاع المصرفي سيكون من مواقع النمو القوية في إفريقيا في وقت تعتبر هذه القارة اليوم من الأقل إقبالا على الخدمات المصرفية في العالم حيث أن أقل من 20 في المائة من السكان لديهم حساب مصرفي في إفريقيا جنوب الصحراء باستثناء جنوب إفريقيا.