أكد جان مارك فيلاسك، المسؤول عن تطوير الأعمال بمكتب الدراسات المصرفية الدولي "نوفيل دوني"، أن هناك آفاقا واعدة أمام المصارف المغربية في السوق الإفريقية خلال السنوات الست المقبلة. وأشار المسؤول إلى أن التوقعات تشير إلى أن إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ستعرف نموا كبيرا في الشبكات المصرفية بنسبة تزيد عن 40 في المائة، وهو ما سيتيح للمصارف المغربية فتح مزيد من الوكالات البنكية في الدول التي تتمركز بها، وفتح فروع جديدة في الدول التي لم تلجها بعد. وأفاد الخبير المصرفي ذاته أن البنوك المغربية المتمركزة في إفريقيا نجحت في أقل من 10 سنوات، في إزاحة البنوك الفرنسية من عرش ريادة الأسواق المالية بدول إفريقيا الغربية. وأوضح فيلاسك، الذي قدم اليوم نتائج دراسة تحليلية خاصة بالنظام المصرفي بالأسواق الناشئة، أن البنوك المغربية تمكنت بفضل إستراتيجيتها التوسعية من اكتساح المصارف الفرنسية التي كانت تهيمن على القطاع المصرفي بهذا الجزء من القارة السمراء. وأشار المسؤول عن تطوير الأعمال، إلى أن البنوك المغربية أبانت على قدرة فائقة في الولوج إلى الأسواق الإفريقية الغربية، وفرض نفسها من خلال سياسة توسعية تقوم على فتح مجموعة كبيرة من الوكالات المصرفية، وتقريب خدماتها لأكبر عدد من الزبناء المحتملين بهذه الدول التي كانت تعاني من ضعف الخدمات المصرفية. وأكد أن "التجاري وفابنك" يعتبر الأكثر ديناميكية في المنطقة بأكثر من 13.5 في المائة من مجموع الوكالات، مبرزا أنه بالتوازي مع توسعها في مناطق جديدة في أفريقيا جنوب الصحراء، نجحت الأبناك المغربية في مضاعفة عدد وكالاتها على مستوى المملكة، حيث سجلت نموا بنسبة 80 في المائة بين 2006 و 2013. وابتداء من سنة 2009، سجل تطور عدد الوكالات التي يتم افتتاحها في المغرب نوعا من التباطؤ، وفق نفس المتحدث الذي أشار إلى أن النمو المضطرد لعدد الوكالات قد تم تحقيقه على حساب مردودية نقط البيع التي تراجعت مردوديتها. وتوقع مسؤولو مكتب "نوفيل دون" أن تنتقل الأبناك المغربية، من ثقافة المعاملات والتوسع العادية إلى ثقافة الإدارة التجارية التي ستمكنها من تحقيق أقصى قدر من المداخيل لكل زبون.