امتزجت مشاعر الحزن والغضب والفخر أمس الأربعاء في نفوس الشعب المغربي، عقب هزيمة منتخب بلادهم أمام البرتغال، في ثاني مباريات المجموعة الثانية من نهائيات كأس العالم لكرة القدم بروسيا. هزيمة بهدف دون رد كلفت "أسود الأطلس" خروجا مبكرا وغير متوقع من المنافسة الدولية، وذلك رغم الأداء الجيد للاعبي الفريق، ما أثار غضبا من هذا الخروج، ومن "ظلم" التحكيم.
غير أن مشاعر الإحباط لم تُغيّب فخر عدد من المغربيين بأداء لاعبي منتخبهم، ما عكس مستوى مشرفا لكرة القدم المغربية والعربية، وفق شهادات للأناضول.
وباستبعاده، يعد المنتخب المغربي أول منتخب يغادر، رسميا، نهائيات مونديال روسيا من الدور الأول، بعد تذيله ترتيب المجموعة الثانية برصيد 0 من النقاط، بعد هزيمة أولى (1-0) من إيران، وثانية اليوم أمام البرتغال بنفس النتيجة.
"هزيمة بطعم الانتصار"
هكذا لخص عدد من المغربيين مشاركة منتخبهم الخامسة في نهائيات المونديال، ورغم الخروج المبكر، إلا أن مردود الفريق وصف ب "المحترم"، وحظي بإشادة من الجماهير المتابعة.
أنس صوت الريح"، الصحفي في القناة الثانية المغربية، كتب بعد المباراة على حسابه ب "فيسبوك" يقول: "فخور بمنتخبنا.. قدم كل ما لديه، لكن ما عانينا منه في التصفيات تجلى بشكل كبير في المونديال، وهو افتقادنا لقناص وللمسة الأخيرة.. (اللاعب حكيم) زياش وحده غير كاف".
وأضاف: "سيطرنا بالطول والعرض على البرتغال التي يهابها الجميع.. خطأ وحيد كلفنا الخسارة.. للأسف هذه خصوصية مواجهة اللاعبين الكبار.. (مانويل) داكوستا، افتقد للتركيز وارتكب خطأ بدائيا".
من جانبها، أثنت سميرة هروش، وهي موظفة مغربية، على الأداء الذي قدمه "الأسود" أمام المنتخب البرتغالي.
وأعربت في تغريدة عبر "تويتر" عن أسفها ل "تعنت الحظ وظلم الحكم".
وأضافت: "لعبنا ضد البرتغال، والحظ، والحكم.. فخورة بالأسود، علينا التفكير في المستقبل".
أما حميد محدوث، وهو رجل تعليم، فلفت في تدوينة عبر "فيسبوك" إلى أن "الأداء الجيد وحده لا يكفي، و(كريستيانو) رونالدو، هزم المغرب أمام البرتغال، والمقاتل (نور الدين) أمرابط رجل المباراة بامتياز...".
غضب وحزن وفخر
رغم الغضب والحزن السائدين عقب المباراة، إلا أن هناك من المغربيين من عبروا عن مواقف مغايرة، على غرار الإعلامي الرياضي إبراهيم شخمان.
شخمان قال للأناضول، إن "مشاركة المنتخب المغربي في مونديال روسيا يمكن أن نصنفها ضمن الخانة نفسها للمشاركات السابقة، وخصوصا عامي 1994 و1998".
وتابع: "أداء جيد دون فعالية تذكر، وهذا ما يميز المنتخبات الإفريقية عموما، والتي ينقصها الكثير من الاحترافية والثقة بالنفس في التعامل مع منافسات عالمية كبرى".
وأضاف: "عموما كانت هناك أخطاء منذ البداية في تشكيلة (مدرب المنتخب المغربي هيرفي) رونار، تحدث عنها المختصون، إما باستدعاء لاعبين أو تجاهل آخرين".
واعتبر أن مباراة إيران أثبتت أن الانتقادات للتشكيلة كانت في محلها، كما أن رونار، الخبير الإفريقي بدا غير خبير في المونديال، لا سيما أنها تجربته الأولى في نهائيات كأس العالم".
أما "أمرابط، ففرض نفسه نجما للمنتخب المغربي في مباراتي إيرانوالبرتغال، وشكل التهديد الحقيقي لدفاع الخصم في المواجهتين معا، وجسد المعنى الحقيقي للاعب المتكامل سواء داخل الميدان بأداء كبير تقنيا وبدنيا، أو خارج الملعب بأخلاقه العالية"، وفق شخمان.
رأي لاقى تأييدا من "يونس بوجبهة" الصحفي المغربي في صحيفة "العربي بوست"، والذي قال في حديثه مع الأناضول، إن "الإقصاء يبقى إقصاء، ولا علاقة له بالأداء، سيذكر التاريخ أننا خرجنا من الدور الأول، ولن يقول بأننا لعبنا بطريقة جيدة".
واعتبر بوجبهة أن "اختيارات المدرب تطرح العديد من علامات الاستفهامات، وكذلك تغييراته في المباريات، وهو الأمر الذي ساهم بشكل واضح في هذه النتيجة. هزمنا لأننا نفتقد لمهاجم قناص، ولأن المدافعين يرتكبون الأخطاء".
وقلل الصحفي المغربي من تأثير قرارات الحكم على نتيجة المباراة قائلا: "أعتقد أن قراراته كانت عادية، ولم تؤثر على مسار اللعب، لقد خسرنا لأننا لم نلعب بواقعية".