سيقود صاحب شركة نظافة ومهندس كهرباء سابقان طاقمي تدريب منتخبي المغرب والبرتغال عندما يتقابلان يوم الأربعاء ضمن نهائيات كأس العالم لكرة القدم المقامة حاليا في روسيا. إيرفي رينار مدرب المغرب ونظيره البرتغالي فرناندو سانتوس اتجها بعيدا عن عالم كرة القدم، لكنهما عادا ليدخلا مجال التدريب ويحققا نجاحا كبيرا، وكان هذا النجاح بعيدا عن الأضواء الساطعة في الدوريات الأوروبية الكبيرة.
وخاض رينار، الذي خسر فريقه المغرب مباراته الافتتاحية أمام إيران 1-صفر، تجربة الجانب المرير في كرة القدم قبل أن يتولى أول دور كبير له كمدرب لزامبيا قبل عشرة أعوام. في سن الخامسة عشرة، كانت له تجربة في مرسيليا منحته الأمل في أن يصبح محترفا على أكبر المستويات قبل أن يدفعه الواقع إلى غير ذلك. وقال رينار: "بمجرد أن واجهت لاعبين كبارا أدركت أن الأمر ليس جيدا كما ظننت". وبعدما انتهى به المطاف كما وصفه إلى "لاعب متوسط بالدرجة الثالثة" أقام رينار شركة للنظافة تولت جمع القمامة في منتصف الليل. وقال المدرب الفرنسي: "أتذكر كثيرا تلك السنوات عندما كنت استيقظ في الثالثة صباحا لجمع القمامة وتنظيف الأبنية". ولرفضه التخلي تماما عن كرة القدم، بدأ رينار في تدريب فرق هواة وجاءت الانفراجة حين دعاه مواطنه المدرب كثير الترحال كلود لوروا ليعمل مساعدا له. ومن هذه اللحظة لم يلتفت رينار للوراء.
وقاد رينار الذي يتفاءل بارتداء قميص أبيض "جالب للحظ" منتخب زامبيا لأول لقب بكأس أمم أفريقيا عام 2012، وكرر نفس الإنجاز مع ساحل العاجل بعدها بثلاثة أعوام قبل أن يقود المغرب لأول مشاركة بنهائيات كأس العالم خلال 20 عاما.
أما سانتوس مدرب البرتغال فقد قال في مقابلة العام الماضي إنه يدين بنجاحه لأحد معارفه الذي التقى به في فندق. وفي السنوات الأخيرة من مسيرة سانتوس المتواضعة كلاعب بدأ الرجل الحاصل على شهادة في هندسة الكهرباء في العمل كبيرا للمهندسين بفندق كبير وتولى المهمة بشكل دائم في وقت لاحق.
ولم يكن للرجل نية للاستمرار في كرة القدم حتى دعاه صاحب الفندق وهو أيضا رئيس نادي إستوريل بالدرجة الثانية إلى تدريب الفريق بشكل مؤقت.
وقال سانتوس: "بدلا من التدريب لستة أشهر، بقيت لست سنوات وصعدنا لدوري الدرجة الأولى".
وبحلول الوقت الذي أقيل فيه من تدريب الفريق، كان سانتوس قد تمكن من ترسيخ قدمه في عالم التدريب، وتولى تدريب ثلاثة من أكبر أندية البرتغال وهي بنفيكا وسبورتنغ وبورتو قبل أن يقود اليونان في كأس العالم الأخيرة.
وكان أوج نجاحه حين قاد البرتغال لأول لقب ببطولة أوروبا في عام 2016.
وشأنه شأن رينار، قال سانتوس إن بدايته المتواضعة مكنته من تكوين صورة أفضل عن كرة القدم.
ومن المستبعد أن تتغير هذه العقلية حين تسعى البرتغال لأول فوز في روسيا أمام المغرب بعد تعادلها 3-3 أمام إسبانيا، وهو اللقاء الذي وصف بأنه أحد أفضل مباريات النهائيات في تاريخها الممتد منذ 88 عاما.
وقال: "لم أشعر أبدا بهذا الضغط الذي يعانيه شخص مصدر دخله الوحيد هو كرة القدم. الضغط يخص الطهاة، وإنني متقدم كثيرا في العمر لكي أشعر بقلق حيال ذلك".