دخلت الجزائرومالي مرحلة اللاعودة في علاقتهما وذلك بعد توتر شديد أعقب قصف الجزائر لطائرة مسيّرة عسكرية مالية في شمال البلاد، دون تقديم أي توضيح رسمي للسلطات في باماكو، ما أغضب هذه الأخيرة التي استدعت سفيرها في الجزائر ومطالبة الجزائر بتفسير رسمي، لكن الرد الجزائري جاء في شكل صمت مطبق، أثار موجة استياء واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية المالية.
وحسب ما نقلته وسائل إعلام مالية، فإن التوتر والأزمة مع الجزائر شكل لباماكو لحظة اختبار حقيقي لسيادتها. معتبرة أنه لم يعد ممكناً التعامل مع الجزائر كشريك موثوق، طالما تستمر في تجاوز الخطوط الحمراء، سواء من خلال تدمير ممتلكات عسكرية، أو من خلال محاولة التأثير على المعادلة السياسية الداخلية للبلاد.
وأضافت المصى أن خيار مالي اليوم يجب أن يكون واضحاً: الدفاع عن استقلال القرار الوطني، وتوسيع شبكة الحلفاء الإقليميين والدوليين، بعيداً عن محاور التبعية والإخضاع.
وما بين جدار رملي في تينزواتين، ومغامرات دبلوماسية في باريس، وتدخلات عسكرية في باماكو، يبدو أن الجزائر تتحرك وفق أجندة تصادمية، فقدت بوصلة العقلانية الإقليمية.
الإعلام المالي، اعتبر أنه إن لم تُراجع الجزائر سياستها الخارجية بعمق، فقد تجد نفسها عاجلاً أو آجلاً في عزلة تامة، حتى من شركائها التقليديين.
أما الدول الإفريقية، وعلى رأسها مالي، فقد آن الأوان لتُعيد صياغة معادلة الشراكة، ليس على أساس الخطابات والوعود، بل على قاعدة الاحترام المتبادل، وعدم التدخل، والتعاون من أجل الأمن المشترك.