يتجه حزب العدالة والتنمية إلى مرحلة مفصلية في تاريخه مع اقتراب موعد مؤتمره الوطني التاسع الذي سينعقد في نهاية أبريل الحالي. المؤتمر، الذي يعد لحظة حاسمة لاختيار القيادة المقبلة للحزب، سيشهد منافسة شديدة بين عدد من الأسماء البارزة داخل البيت البيجيدي.
وإذا كان عبد الإله ابن كيران، الأمين العام الحالي، يظل المرشح الأقوى والأكثر دعما داخل صفوف الحزب، فإن الأزمي، بووانو، وحامي الدين يشكلون خيارات قابلة للمنافسة، وفقا لمصادر من داخل "العدالة والتنمية".
إدريس الأزمي الإدريسي، الذي يشغل منصب رئيس المجلس الوطني للحزب، يُعتبر من أبرز المرشحين لخلافة ابن كيران.
وحسب مصادر داخل الحزب، يُعتبر الأزمي مرشحا قويا داخل "العدالة والتنمية" بفضل سمعته الكبيرة وكفاءته السياسية، حيث يُتوقع أن يحظى بدعم قوي من العديد من القيادات المحلية والوطنية.
ومع ذلك، يظل السؤال قائما: هل سيقبل الأزمي منافسة ابن كيران، دون أن يعتذر عن الترشح في الدور النهائي؟
الأزمي الذي كان له حضور بارز في حكومة العدالة والتنمية الأولى، وأحد صناع القرار السياسي داخل الحزب، يدرك تماما حجم التحدي في مواجهة ابن كيران، بالنظر إلى العلاقة الجيدة التي تربطهما، ولكن المصادر نفسها، ترجح أن ابن العاصمة العلمية لن يتراجع إذا ما تم ترشيحه من قبل المؤتمرين.
من جهة أخرى، يعتبر عبد العلي حامي الدين، نائب رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية من بين المرشحين لقيادة سفينة الحزب.
وبحسب ما ذكرته مصادر داخل الحزب، يُعتبر حامي الدين، بالإضافة إلى شخصيته الكاريزمية، من أبرز المفكرين والسياسيين الذين يملكون رؤية استراتيجية للحزب وعلاقات جيدة مع مختلف الفرقاء السياسيين بالمغرب، وهو الوحيد من بين الأسماء المنافسة الذي يجمع بين الخبرة الأكاديمية والنضال الحزبي، الأمر الذي يضعه في مكانة متميزة داخل صفوف الحزب.
وبحسب ذات المصادر، فقد كان ابن كيران قد حاول في وقت سابق إلحاق حامي الدين بالأمانة العامة للحزب في خطوة لتقليص تأثيره النقدي اللاذع داخل التنظيم، لكن حامي الدين رغم انضمامه إلى الأمانة العامة ظل يحتفظ باستقلالية فكرية تُمكنه من توجيه الانتقادات والتوجيهات المؤثرة داخل الحزب.
ورغم محاولة احتوائه، يظهر حامي الدين اليوم كأحد أقوى المرشحين للقيادة، حيث يُنتظر أن يكون له دور بارز في هذا الصراع على الزعامة.
من جانب آخر، يبدو أن عبد الله بووانو، رئيس الفريق النيابي للحزب، يعد من بين الأسماء التي قد تُنافس ابن كيران على قيادة الحزب.
المصادر الحزبية تشير إلى أن بووانو يملك قدرة كبيرة على قيادة المجموعة النيابية للحزب في البرلمان، وهو ما أكسبه سمعة جيدة داخل الحزب وفي أوساط الرأي العام.
بووانو، الذي يتمتع بخبرة طويلة في العمل البرلماني، يملك استراتيجية سياسية تمكنه من قيادة الحزب في الفترة المقبلة.
وبحسب مصادر مقربة من دوائر الحزب، فإن بووانو لا يُعير اهتماما كبيرا للضغوط، ويُعتقد أنه إذا فاز في المنافسة على القيادة سيكون له دور بارز في رسم السياسات المستقبلية للحزب.
ورغم ذلك، تبقى المنافسة مع ابن كيران صعبة في ظل الشعبية الكبيرة التي يحظى بها الأمين العام الحالي.
ويبقى السؤال: من يجرؤ على منافسة "زعيم" البيجيدي ديمقراطيا؟ وهل سيشهد المؤتمر المرتقب نهاية الشهر الحالي مفاجأة قد تغير خارطة القيادة داخل حزب العدالة والتنمية؟ أم أن ابن كيران ماض في الاستمرار على رأس الحزب الذي ترأس الحكومة لولايتين متتاليتين قبل أن يعصف به زلزال 8 شتنبر 2021 مسجلا هزيمة انتخابية غير مسبوقة في التاريخ السياسي المغربي؟