دعا عبد الإله ابن كيران، الأمين العام الجديد لحزب العدالة والتنمية، إلى التوجه نحو للمستقبل وتجاوز المرحلة الحالية مع ضرورة تفادي تصفية الحسابات بين القيادات، وفق تعبيره. وقال ابن كيران في أول كلمة له عقب انتخابه أمينا عاما، عبر تقنية البث المباشر من منزله، مساء اليوم السبت، إنه تأثر وشعر بشعور خاص، بالنظر إلى أن الحزب يمر بمرحلة دقيقة واستطاع رغم ذلك تجاوزها مع الحفاظ على مبادئه وقوانينه. وأردف بالقول: "لاحظت فرحتكم خلال انتظار النتائج، كنت أفضل أن يكون مؤتمر عادي ونكون مجتمعين، ولكن الظروف لم تسمح"، مضيفا: "سنعود لتحقيق الانتصارات". وتابع قوله: "أنا ماشي ميسي، سأبذل جهدي، ما بغيت بحال هاد النهار يجي وما تلقاونيش فجنبكم (…) ظروفي الصحية لم تعد كما كانت، فأنا أتحرك بصعوبة، وقد تغيبت عم المؤتمر لأسباب صحية وأسباب خاصة". واعتبر أن الحزب يجب أن يتجاوز هذه المرحلة القاسية، مشددا على أن المرحلة المنتهية كانت فيها مؤاخذات، "لكن ليست لدينا أي مصلحة لنرجع لهذه الأمور ونصفي حساباتها، اليوم يوم المستقبل". وشدد على أن "المصباح" لم يؤسس ليقول "نعم" لكل شيء، وأنن منطلق علاقة الحزب بالمؤسسة الملكية هو النصح، مشيرا إلى أنه لا يجب على الحزب أن ينسى أنه جاء لممارسة السياسة من منطلق مرجعتيه الإسلامية. وأضاف ابن كيران مخاطبا أعضاء حزبه: "ما نقدرش نخدم بوحدي ونسد الباب على الإخوان، أنا أمين عام لجميع أعضاء الحزب، والحزب السياسي ماشي هو عدد النواب في البرلمان". واعتبر المتحدث أن البيجيدي ساهم أن المغرب قضى 10 سنوات من الطمأنينة، قائلا: "أعترف أن الفاعل الأساسي بعد الله تعالى، هو جلالة الملك، لقد ساهمنا وسنساهم، لكن كيف سنساهم؟ ما وضحاش ليا الصورة.. الظروف والسياق الدولي والإقليمي تغيرت". وأشار ابن كيران إلى أن الحزب لم يفقد الأساس، "واليوم أعطيتموني الحجة والبرهان، وقد رفضت التخلي عليكم، خصوصا الإخوان المساكين ولي ماشي فالمسؤولية"، وفق تعبيره. واسترسل قائلا: "نحتاج إلى جهد جماعي للبحث على الطريقة لنصبح عنصرا ساسيا في بلادنا ونافعين في دولتنا، لأن الدولة يجب أن تكون قوية، وانتخب عبد الإله ابن كيران، أمينا عاما لحزب العدالة والتنمية، رسميا، مساء اليوم السبت، بعدما نال ثقة أغلبية المؤتمرين خلال المؤتمر الاستثنائي للحزب، والذي تستمر أشغاله إلى غاية يوم غد الأحد، بمجمع مولاي رشيد ببوزنيقة. وحصل ابن كيران على الأغلبية الساحقة من الأصوات، بتصويت 1112 عضوا لصالحه، بنسبة 81 في المائة من الأصوات، مقابل 231 صوتا لعبد العزيز العماري (%18)، و15 صوتا لعبد الله بووانو (%1)، مع 4 أصوات ملغاة، وذلك من أصل 1252 عضوا في المؤتمر. وقالت مصادر لجريدة "العمق"، إن أغلبية المتدخلين من المؤتمرين خلال مرحلة التداول في المرشحين، دعوا إلى دعم بنكيران لقيادة الحزب، حيث شكلت المداخلات المؤيدة لابن كيران الأغلبية. وكشف مصدر لجريدة "العمق"، أن الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية لم يحضر أشغال المؤتمر الاستثنائي، حيث أعلن أنه سيلتحق غدا الأحد، لانتخاب أعضاء الأمانة العامة الجديدة. وبهذا، يخلف عبد الإله ابن كيران، سلفه سعد الدين العثماني، على رأس حزب العدالة والتنمية للولاية الثالثة في مساره، بعدما ترأس الحزب خلال الولايتين من 2008 إلى 2012، ومن 2012 إلى 2017. وانطلق، بعد عصر اليوم، التداول في 3 أسماء مرشحة لقيادة الحزب، ويتعلق الأمر بكل من عبد الإله ابن كيران، عبد العزيز العماري، عبد الله بووانو، من أجل اختيار الأمين العام الجديد للحزب. وانحصر التنافس على رئاسة الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، بين 3 مرشحين من أصل 6 أعضاء تم انتخابهم من طرف أعضاء المجلس الوطني للحزب، وذلك بعد اعتذار كل من جامع المعتصم وإدريس الأزمي الإدريسي ومحمد الحمدواي.