رغم اتفاق كل من الجزائر وليبيا وتونس على عقد اجتماعات دورية في إطار ما سمي ب"تكتل مغاربي جديد" في غياب كل من المغرب وموريتانيا، فإن لقاءاته لا تنعقد بالشكل المتفق عليه، مما يؤكد أن هذا "التجمع الثلاثي وُلد ميتا، لأنه تحالف بين ثلاثة أنظمة تعيش أزمات مركبة"، حسب عدة محللين سياسيين. مصطفى عبد الكبير رئيس المرصد التونسي لحقوب الإنسان والخبير بالشأن الليبي، قال إنه "كان من المنتظر أن تنعقد القمة الثلاثية بين تونس وليبيا والجزائر، بعد انعقاد قمتين سابقتين. وكان من المفروض أن تقام منذ شهر فبراير الماضي، ولكن تأجلت أكثر من مرة، رغم حرص الجزائر على انعقادها في أقرب الأوقات، منبهة إلى خطورة ما يحاك للمنطقة وخاصة تونسوالجزائر وليبيا".
ورد عبد الكبير، أسباب تأجيل القمة إلى "المماطلة من طرف الدولة الليبية في تحديد الموعد والموافقة على مكان وزمان القمة بسبب خلافات سياسية داخلية، وبروز أطراف فاعلة في ليبيا ترفض استبعاد موريتانيا والمغرب ولا ترى أهمية في قمة مغاربية مبتورة، فضلا عن ممارسة ضغط دولي في الداخل والخارج من أجل إفشال هذه القمة، خاصة بعد الخلافات الحقيقية بين الجزائر وباريس وعدة عواصم أوروبية اخرى".
كما تحدث عبد الكبير، عن "رفض المغرب لخلق كيان مغاربي ثلاثي تترأسه الجزائر. وموقف تونسوالجزائر من الهجرة ورفضهما القاطع لمقترحات وحلول تطرحها أطراف دولية بقيادة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةالأمريكية".
وسبق أن اعتبر الكاتب والصحافي التونسي نزار بولحية، أن هذا "التقارب المغاربي الثلاثي" محاولة ل"إنشاء تكتل أو محور مضاد للرباط في الشمال الإفريقي، غير أن أي دولة من الدول الثلاث لم تعلن بوضوح، أن لديها مثل تلك النوايا، ولم تقدم أي دليل على أنها تعمل لأن يكون التجمع الثلاثي الجديد بديلا فعليا أو عمليا للاتحاد المغاربي الخماسي الأصلي".