على خلفية ما أظهرته تحقيقات فرنسية من عمليات تلاعب واحتيال مارستها بعض القنصليات الجزائرية في سياق حملاتها المتواصلة لتشويه صورة المغرب، اعتبر أستاذ العلاقات الدولية خالد شيات، أن الأعمال التي تقوم بها الجزائر لإعطاء صورة وانطباع سيء عن المغرب والمغاربة لا تقتصر على مجال محدد بل هو أصبح سياسة دولة. وأضاف شيات، في تصريح ل"الأيام 24″، أن محاولات الإساءة الجزائرية للمغرب، أصبحت "أمرا مهيكلا" ولا يحتاج إلا التنصيص عليه وتبويبه في إطار وزاري تحت اسم "وزارة تشويه المغرب والمغاربة"، حتى تكون أهم وزارة في الجارة الشرقية هي سب المغرب والمغاربة ومحاولة ضرب المصالح المغربية.
وحسب وثيقة تابعة لوزارة الداخلية الفرنسية، فإن القنصليات الجزائرية قامت بعمليات تزوير واسعة لهويات مهاجرين غير شرعيين، حيث ثبت لديها أن 96 في المائة من القاصرين ممن تزعم السلطات القنصلية الجزائرية أنهم "مغاربة" من أصحاب السوابق ومن المتورطين في جرائم هم في الأصل مواطنون جزائريون بوثائق مزورة، بينما لا يتعدى عدد المغاربة الحقيقي نسبة ال4 بالمئة.
وسجل شيات، أن النظام الجزائري العسكري يرصد لحملات الإساءة للمغرب مبالغ مالية طائلة، تتضمن العديد من المجالات سواء في إطار الذباب الإلكتروني الذي أصبح بالآلاف أو في إطار المهام الموكولة للأجهزة الرسمية الجزائرية التي من المفروض أن تقوم بخدمة المصالح الجزائرية لكن همها الأساسي والأول هو ضرب كل ما هو مغربي.
ويرى شيات، أن هذه الحملات التي تقوم بها الجزائر ضد المغرب، تكون لها انعكاسات سلبية على علاقات الجزائر بدول أخرى من قبيل فرنسا، مؤكدا أن ما تقوم به الجارة الشرقية هو "إمعان في استغلال كل موارد الجزائر خاصة النفط والغاز وغيرها من الموارد الطاقية في محاولات لا جدوى منها وهي كلها سياسات إما انفصالية أو ضرب الوحدة الترابية للمغرب أو ضرب صورة المغرب الثقافية".
وأشار شيات، إلى أن حملات الإساءة التي يمولها النظام العسكري، تُكرس التنافر والتباعد بين بلدين شقيقين، كما أنها تعد نوعا من إهدار المال العام الجزائري وتصريفه فيما لا يحقق أي تنمية داخلية ترجع بالنفع على الشعب الجزائري.