لم تكن الهجمات المنظمة التي يقودها ما يعرف ب "الذباب الإلكتروني" الجزائري، ضد المغرب ملكا وشعبا، وليدة ما قامت به قناة "الشروق"، بل امتد لسنوات طويلة، وكان يظهر بقوة عندما يحقق المغرب مكاسب دولية، مهمة في قضية الصحراء المغربية. الذباب الالكتروني الجزائري، الذي يأتمر بأوامر حكام الجزائر، يتخذ من الكذب والافتراء والاستهزاء والإساءة إلى رموز المملكة، وقودا له لنفث سم الكراهية الزعاف، عبر نشر الأكاذيب في ما يخص قضية الصحراء المغربية. وسبق للذباب الالكتروني في محطات عديدة ان تطفل على المسؤولين المغاربة، غير أن يقظة المغاربة، وقفوا صدا منيعا أمام الآلة الدعائية للنظام العسكري الجزائري. محاولة اسقاط القنصل المغربي في الجزائر في الفخ في ماي 2020، حاول الذباب الالكتروني الجزائري، التصرف في فيديو الوقفة التي احتشد فيه مغاربة، عالقون أمام قنصلية المغرب بالجزائر، في عز انتشار جائحة فيروس "كورونا" المستجد. وقام الذباب الإلكتروني الجزائري، الذي عهد له بالقيام بهذه المهمة، بدس عبارة الدولة العدوة، على لسان القنصل المغربي المعتمد بالجزائر، ولأن هذا الذباب غير عاقل فإنه نسي وهو يقوم بعملية الدس والتلفيق ان المغاربة عموما لا يستعملون في ادبياتهم هذه العبارة، بل هي عبارة جزائرية محضة تعج بها قصاصات وكالة الأنباء الجزائرية. وخرج القنصل المغربي الذي كان يتجاذب الحديث مع مغاربة عالقين، بسبب تداعيات كورونا، لينفي في تصريحات صحفية، عقب تداول ذلك الفيديو أن يكون قد نطق بتلك العبارة. وأوضح الدبلوماسي المغربي على أن دس تلك العبارة واضح وجلي، كما أن التسجيل الاصلي يفند ما قام به المفبركون، الذين تبقى أهدافهم، واضحة عبر استهداف الطاقم الدبلوماسي المغربي العامل بالجزائر. مهاجمة قضية الصحراء بعد افتتاح الامارات لقنصلية بالعيون أطلق النظام العسكري الجزائري، حملة إعلامية مضللة، قوامها الذباب الالكتروني، لمهاجمة دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو ما يعتبره محللون "ردا من الجزائر على دولة لم تجرؤ الخارجية الجزائرية على الرد عليها بشكل مباشر كما فعلت مع دول أخرى". واتهم الذباب الالكتروني الجزائري، الإمارات ب"الحكم الفردي الاستبدادي"، وبأنها لو كانت دولة ديمقراطية وتحترم نفسها لما قامت بافتتاح قنصلية في العيون، والإشادة بالعملية العسكرية التي قامت بها القوات المسلحة الملكية في منطقة الكركرات. ويتضح من خلال هذه الهجمات الالكترونية أن عسكر قصر "المرادية"، هناك في الجزائر، لم تكن لهم الجرأة اللازمة لإصدار موقف رسمي من خلال بيان وزارة الخارجية الجزائرية مثلما فعلوا مع الدول الإفريقية التي فتحت قنصليات بمدينتي العيون والداخلة، ضد الإمارات بشكل مباشر، نظراً للاستثمارات الإماراتية الضخمة في الجزائر، وخاصة في مجال التصنيع الحربي". تاريخ من الحقد الدفين ضد المغرب ملكا وشعبا ويؤكد مهاجمة الذباب الالكتروني الجزائري، للمغرب ملكا وشعبا، حجم الحقد الدفين الذي يكنه حكام الجزائر، للمغرب، على الرغم مما قام به المغاربة من أجل تحرير الجزائر"، متناسين أن " المغاربة مجمعون على ثوابتهم، ومقدساتهم، وفي مقدمتها النظام الملكي، والوحدة الترابية للمملكة المغربية". الرد المغربي على هذه الهجمات من طفيليات النظام العسكري الجزائري، كان قويا، واستند الى الخيار الإستراتيجي الذي اختاره المغاربة بقيادة الملك محمد السادس، وهو خيار التنمية والديمقراطية والحرية والوحدة والتعاون والتضامن في أحلك الظروف. حملة الذباب الإلكتروني الجزائري، ضد المغرب، تتم بشكل ممنهج، حيث كانت تتم في توقيت واحد بداخل البلاد وخارجها، وتقودها صفحات إلكترونية مجهولة المصدر، وأخرى لصحفيين ونشطاء سارعوا للكشف عن وجههم ا القبيح، ودعمهم للبروباغندا التضليلية التي يقودها النظام العسكري الجزائري، وهو ما اتضح عند الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، اذ روج الذباب الالكتروني الجزائري اخبارا زائفة مفادها أن "جو بادين" تراجع عن اعتراف بلاده بمغربية الصحراء، قبل أن يتأكد جليا بأن الذباب الالكتروني للجزائر هو من يقف وراء هذه الحملة التضليلية المقيتة. طنين ذباب الجزائر يروج لإلغاء بايدن لقرار ترامب عمد الذباب الإلكتروني الجزائري على شبكات التواصل الاجتماعي، الى ترويج منشور يدعي أن الإدارة الأمريكيةالجديدة حذفت قرار الرئيس السابق دونالد ترامب حول الصحراء المغربية. الواقفون وراء الترهات والأكاذيب، التي ينشرها الذباب الالكتروني الجزائري، استندوا لتأييد ادعائهم، على أن قرار ترامب لم يعد موجودا على موقع البيت الأبيض، وبالفعل فإن البحث عن اسم القرار على موقع البيت الأبيض يؤدي إلى علامة Error 404، وهذا ما جعل بعض الناس يظنون أنه قد تم حذف القرار وإلغائه بأمر من بايدن. غير أن بعد بحث بسيط تأكد أن الإدارة الأمريكيةالجديدة برئاسة بايدن لم تُلغ القرار، كما أنها لم تصدر أي موقف أو بيان بشأن الصحراء المغربية حتى الآن، ولكنّ كل ما هنالك أنه بعد نهاية ولاية أي رئيس، يتم نقل قراراته إلى موقع مختص بالأرشيف، وبالتالي عندما تدخل إلى الموقع العادي، فستجد صورة الرئيس الحالي جو بايدن مع قراراته وبيانته، ولن تجد شيئًا يتعلق بترامب لأن كل قرارات ترامب قد نقلت بالفعل إلى الموقع المؤرشف، وهو إجراء معتاد ولا يعني إلغاء هذه القرارات أو حذفها، بل أرشفتها.