رد فعل غير مفهوم، ذلك الذي عبّرت عنه الجزائر تجاه المناورات المغربية الفرنسية "شرقي 25" بمنطقة الرشيدية المرتقبة شهر شتنبر القادم، إذ وصف بيان لخارجية حكام قصر المرادية هذه المناورات بأنها "عمل استفزازي".
الغريب في رد الفعل غير المنطقي للجارة الجزائر، حسب متتبعين، هو أن المغرب سبق أن أجرى بمشاركة فرنسا سنة 2022 بمنطقة الرشيدية، مناورات "شرقي22" لكنها لم تثر حفيظة الجزائر، كما حدث مع شرقي "2025".
وفي تعليقه على هذا الموضوع، قال خالد الشيات أستاذ العلاقات الدولية، إن سيادة الدول هي داخلية ولا يمكن التحكم فيها من طرف جهة أجنبية أو اعتبار أعمال من قبيل مناورات عسكرية "أمرا استفزازيا"، معتبرا بيان الجزائر "تدخلا سافرا في شؤون دولة جارة، وهو أمر ما فتئت تقوم به الجزائر ضد المغرب".
وتساءل الشيات، في تصريح ل"الأيام 24″، "لماذا تنتظر الجزائر من المغرب أن يقدم لها الورود أو يعطيها الهدايا وهي دولة معادية تحيط بالمغرب بكل الاستراتيجيات العسكرية وتضع جيوشها على أهبة الاستعداد لمهاجمة المغرب في أي لحظة".
وبالتالي، يتابع الشيات، فإن "وجود مناورات عسكرية مغربية هو من باب السماء فوقنا، لأنه لو كانت هناك حدود مستقرة ولم يكن هناك دعم للانفصال ولم يكن هناك رغبة ملحة لإذكاء نار الفتنة والحرب، لا ما سعى المغرب إلى أن يدخل إلى مناورات عسكرية مع دول أخرى ولم يكن في حاجة إليها،"، مؤكدا أن "هذه المناورات لضرورة دفاعية بالأساس".
وسجل الشيات، أن هذه المناورات العسكرية موجهة ضد الجماعات الإرهابية المسلحة التي تشكل تهديدا بالنسبة للمغرب ولحدوده واستقراره خاصة أنه تم مؤخرا العثور على أسلحة موجهة لأعمال إرهابية بمنطقة الرشيدية الحدودية.
وكان المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، أعلن في فبراير المنصرم، أنه في إطار البحث الجاري على خلفية تفكيك خلية إرهابية مرتبطة بتنظيم داعش بمنطقة الساحل، تمكن من رصد معلومات ميدانية معززة بمعطيات تقنية حول وجود منطقة جبلية بالرشيدية، يشتبه في تسخيرها كقاعدة خلفية للدعم اللوجيستيكي بالأسلحة والذخيرة الموجهة لأعضاء هذه الخلية من أجل تنفيذ مخططاتها الإرهابية.
ويرى الشيات، أن "الذي سهل تسريب هذه الأسلحة كان هدفه هو زعزعة استقرار المغرب"، مردفا: "افتراضا أن هذا الأمر نابع من جهة أجنبية معادية التي هي جماعات مسلحة، فالمغرب عليه أن يكون على استعداد لمثل هذه المجموعات المسلحة".
واستغرب الشيات، من محاولات "شيطنة" فرنسا على المستوى الداخلي، مشيرا إلى أن "فرنسا كانت قبل سنة أو سنتين دولة ديمقراطية وصديقة للجزائر، حيث استقبل الرئيس الجزائري الرئيس الفرنسي بكل حفاوة في الجزائر وقدم له كل أشكال الترحاب، لكن بعد دعمها لمغربية الصحراء، أصبحت دولة استعمارية وأصبح التعاون المغربي الفرنسي تعاون بين قوتين استعماريتين كما تصفه الجزائر!!".
وخلص الشيات، إلى أن النظام العسكري بالجزائر يحاول دائما تسويق "خطاب العدو المفترض" على المستوى الداخلي، حيث يعمل على تصوير "وجود عدو مفترض سيهاجم الجزائر وسيقضي عليها، وأن النظام العسكري هو الذي سيحمي الدولة، وهذا الأمر يستتبع بقاء النظام العسكري وسيطرته على الشعب الجزائري وتنويمه بهذه الترهات التي يتم تسويقها يوميا على مستوى الإعلام الرسمي وغير الرسمي".