بات التشرد يتهدد العشرات من طلبة معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط في عز الموسم الجامعي الحالي وبالتزامن مع قرب موعد الامتحانات، بسبب صدور قرار رسمي يقضي بهدم جزء من إقامات الطلبة في أفق إنشاء طريق جديدة تربط بين مقاطعتي أكدال الرياض والسويسي، وذلك استعدادا لبطولة كأس العالم "مونديال 2030" التي سيحتضنها المغرب.
وسيشمل قرار الهدم الأجنحة 5، 9، 10 و11، وفق تأكيد الطلبة المتضررين، الذين أشاروا، ضمن منشور لهم على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أن إدارة معهد الحسن الثاني (IAV) لم تشرك ولا رأي لها في الموضوع، متسائلين عن مصيرهم، خاصة وأنهم لم يتوصلوا بأي معلومة دقيقة حول البدائل المطروحة لإيوائهم. تبعا لذلك، عقد الطلبة المعنيين جمعية عمومية مساء أمس الأربعاء، تداولوا فيها هذا المستجد، وسطروا مجموعة من الخطوات التي سيسلكونها للدفاع عن حقهم في السكن. وعلى غرار هدم بيوت بحي "المحيط" بالعاصمة الرباط فوق رؤوس ساكنيها قبل أيام، في إطار نزع الملكية بهدف تمكين مستثمرين خواص من تشييد فنادق واستثمارات خاصة، أثار قرار اقتلاع إقامات طلبة معهد الزراعة والبيطرة سخطا واسعا، في وقت استنكر فيه المستشار الجماعي عن فيدرالية اليسار عمر الحياني هذه الخطوة، قائلا: "آخر حسنات "المونديال" إحداث طريق جديدة تربط مقاطعتي أكدال الرياض والسويسي، والتي سيستلزم تدمير جزء كبير من إقامات الطلبة بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة. أليست هذه أولوياتكم؟"، متسائلا: "ألا يوجد حل آخر لإنشاء هذا الطريق؟ هل هذه الطريق ضرورية إلى هذا الحد؟". وذكر الحياني أنه تمت مناقشة هذه النقطة في مجلس مدينة الرباط نهاية يناير الماضي بطلب من ولاية الرباط، مضيفا: "عارضنا بشدة في فيدرالية اليسار توسعة وإنشاء بعض الشوارع نظرا لعدم أولويتها، والأضرار التي ستنجم عنها (مقابل اعتبارنا الأمر إيجابيا بالنسبة لشوارع أخرى)، وكنا الوحيدين، مع الأسف، في المجلس الذين اصطفوا مع هذا الموقف"، قبل أن يختم: "عقلية "الطراكس" أصبحت غالبة، مع الأسف، على القائمين على ولاية الرباط".