ما تزال ردود الأفعال متواصلة بعد مقتل طالب جامعي، السبت الأخير، نتيجة الأحداث الأليمة التي عرفتها كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة ابن زهر بأكادير إثر مواجهات بين فصيلين طلابين، فصيل الطلبة الأمازيغيين وفصيل الطلبة المتحدرين من الأقاليم الصحراوية، كان عنوانه العريض التراشق بالحجارة. وبهذا الجانب كشف هشام المدراوي، رئيس اتحاد الطلبة بالأقاليم الجنوبية في تصريحه ل"الأيام 24" أن هذه الأحداث مجتمعة والتي يمكن وصفها بمواجهات حرب الشوارع بين فصيلين طلابين، جعلت البوليساريو تسارع لاستغلالها خدمة لأجندتها، مشيرا إلى أن أعداء الوحدة الترابية لم يتوانوا في الركوب على الحدث، في الوقت الذي تعيش فيه الكلية على صفيح ساخن بسبب الأجواء المشحونة على خلفية الحادث المميت.
وأثار الانتباه إلى بيان ناري أصدرته أمانة التنظيم السياسي المذكور من بئر لحلو، تجزم فيه بتصفية الطلبة الصحراويين، معتبرة أن الفصيل الأمازيغي أداة بلطجة من طرف الدولة.
وأوضح أن البوليساريو، وجّهت سهام انتقادها بالقول إن اغتيال الطالب الصحراوي عبد الرحيم بدري، كان على يد مجموعة من البلطجية في إطار سياسة الإبادة الجماعية الممنهجة، في الوقت الذي تزعّم فيه طلبة محسوبين على التيار الانفصالي أمس الأحد، مسيرة تأبينية داخل الحي الجامعي مسرح الحادثة.
واعتبر في المقابل أن وفاة الطالب الجامعي المتحدر من مدينة كلميم وهو في طريقه إلى مستشفى الحسن الثاني بأكادير متأثرا بجروحه، جعل اتحاد الطلبة بالأقاليم الجنوبية يخرج عن صمته، معبّرا عن إدانته الشديدة لمقتل الهالك على يد من أسماهم ب"فئة ضالة" لا تمثل طلبة جامعة ابن زهر.
وأكد هشام المدراوي بالقول إن اتحاد طلبة الأقاليم الجنوبية، يرفض رفضا قاطعا استغلال أحداث العنف التي كان الحرم الجامعي مسرحا لها من طرف أعداء الوحدة الترابية والترويج لمجموعة من المغالطات، قبل أن ينبّه إلى ارتفاع دعوات التحريض على أحداث العنف بالموقع الجامعي أكادير، تحرّكها جهات معنية طمعا في توسيع حلقة العنف بمختلف المؤسسات والكليات التابعة لجامعة ابن زهر.
وأوضح أن الاتحاد المذكور، لم يفته دعوة الطلبة إلى ضبط النفس وعدم الانسياق وراء دعوات الانتقام على اعتبار أن السلطات الأمنية فتحت تحقيقا في هذا الخصوص من أجل متابعة المتورطين، قبل أن يطالب بكبح جماح من يحاول تهديد السلامة الجسدية للطلبة تزامنا مع فترة اختبارات الدورة الربيعية لهذه السنة.