Reuters يجتمع نحو عشرة من قادة دول الاتحاد الأوروبي، وحلف شمال الأطلسي الناتو، في باريس، لتحديد رد مشترك لأمن أوروبا، ومواجهة تسارع الإدارة الأمريكية، في التحرك على صعيد ملف أوكرانيا. ويحضر الاجتماع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورؤساء حكومات ألمانياوبريطانيا وإيطاليا وبولندا وإسبانيا وهولندا والدنمارك، بالإضافة إلى رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته. وقالت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، في تعليق على موقع إكس إن"أمن أوروبا يشهد نقطة تحول، الأمر يتعلق بأوكرانيا، لكنه يتعلق بنا أيضاً، نحن بحاجة إلى تفكير عاجل، وإلى رفع مستوى الدفاع". ووصف رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا الاجتماع بأنه بداية عملية ستتواصل بمشاركة جميع الشركاء الملتزمين بالسلام والأمن في أوروبا، وكتب على موقع إكس أن "الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه سيلعبون دورا مركزيا في هذه العملية". وتحاول أوروبا جاهدة وضع خطة لضمان استدامة أي اتفاق سلام في أوكرانيا، بينما قالت بريطانيا بأنها ستكون مستعدة لنشر قوات لحفظ السلام إذا لزم الأمر. وأعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، استعداد المملكة المتحدة إرسال قوات لكييف، إذا لزم الأمر لضمان أمن بريطانيا وأوروبا. وكتب ستارمر في صحيفة ديلي تلغراف: "أنا لا أقول ذلك باستخفاف، فأنا أشعر بشدة بالمسؤولية التي تأتي مع احتمال تعريض الجنود البريطانيين من الرجال والنساء للأذى"، مضيفاً أن تأمين سلام دائم في أوكرانيا أمر ضروري إذا أردنا ردع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن القيام بمزيد من العدوان في المستقبل. وقال ستارمر، الذي من المقرر أن يلتقي بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن في وقت لاحق من الشهر الجاري، إن "ضمان أمن الولاياتالمتحدة ضروري لتحقيق سلام دائم، لأن الولاياتالمتحدة وحدها هي القادرة على ردع بوتين عن الهجوم مرة أخرى"، مشيراً إلى أن المملكة المتحدة لديها دور فريد تؤديه، لضمان أن تعمل أوروبا والولاياتالمتحدة معا في شكل وثيق. وأضاف رئيس الوزراء البريطاني أن طريق أوكرانيا إلى عضوية الناتو لا رجعة فيه، وأنه يتعين على الدول الأوروبية زيادة إنفاقها الدفاعي، والقيام بدور أكبر في الحلف، موضحاً أنه يتعين أن تؤدي أوروبا دورا أكثر أهمية في حلف الناتو. نشر قوة أوروبية في أوكرانيا Reuters في الوقت نفسه، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أن المناقشات جارية بشأن نشر قوات خاصة فرنسية وبريطانية وبولندية ، لضمان وقف إطلاق النار في المستقبل، وسلام دائم في أوكرانيا. وأكد أن الأوروبيين سيشاركون بطريقة أو بأخرى، في المناقشات الهادفة إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، بعدما ألمح المبعوث الأمريكي الخاص إلى كييف كيث كيلوغ، إلى عكس ذلك في مؤتمر ميونيخ. وعندما سُئل في ميونيخ عن احتمال مشاركة الأوروبيين في المفاوضات، أجاب كيلوغ: "أنا جزء من المدرسة الواقعية، وأعتقد أن هذا لن يحدث". واستبعد وزير الخارجية الفرنسي عودة روسيا إلى مجموعة الدول السبع الكبرى حاليا، معتبرا أن ذلك يعارض ما يأمله ترامب، إذ اُستبعدت روسيا من المجموعة بعد ضمها شبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014. وفي الوقت نفسه، اتخذت الدول الأوروبية موقفاً حذراً، بشأن إرسال قوات إلى أوكرانيا، إذ تقول إسبانيا - إحدى المشاركين في مؤتمر باريس - إن الحديث عن بعثات لحفظ السلام في أوكرانيا سابق لأوانه. وقال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريسإن إن هناك الكثير من الأسئلة حول مفاوضات السلام الجارية بين روسياوأوكرانيا، مؤكداً أنه "لا أحد يفكر في إرسال قوات إلى أوكرانيا، بينما لا يزال السلام بعيداً جداً". ووافقت ألمانيا على ذلك، حيث قالت نائبة المتحدثة باسم الحكومة الألمانية كريستيان هوفمان للصحفيين إنه "من السابق لأوانه الحديث عن إرسال قوات إلى أوكرانيا". فيما احتفظت بولندا، أحد أقرب حلفاء كييف، بموقفها، حيث أعلن رئيس الوزراء دونالد توسك في تصريح صحفي قبل أن يغادر إلى باريس لحضور الاجتماع، أن بلاده لن ترسل جنوداً إلى أوكرانيا، لكنها ستواصل تقديم الدعم للبلاد. في المقابل، أعلنت وزيرة خارجية السويد ماريا مالمير ستينيرغارد أن بلادها يمكن أن تدعم مهمة حفظ السلام في أوكرانيا بعد الحرب. ويأتي الاجتماع في لحظة حساسة بالنسبة إلى العلاقات عبر الأطلسي، ووسط قلق أوروبي من مبادرات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي استأنف المحادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأعلن الرئيس الأميركي هذا الأسبوع أنه سيلتقي نظيره الروسي في السعودية لبدء مفاوضات بشأن أوكرانيا، حيث تدخل الحرب عامها الرابع في 24 فبراير/ شباط. ويأتي اجتماع القادة الأوروبيين أيضا، غداة اختتام مؤتمر ميونيخ للأمن في ألمانيا، الذي ألقى فيه نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس خطابا حادا هاجم فيه الاتحاد الأوروبي، متهما إياه بفرض قيود على حرية التعبير، مع تأكيده على أن الأمريكيين يدرسون إجراء مفاوضات بشأن أوكرانيا دون مشاركة الأوروبيين. زيلينسكي يدعو للتحرك ضد روسيا Reuters وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد دعا حلفاءه الأوروبيين إلى التحرك ضد روسيا، والعمل على تجنب أن يبرم الأمريكيون اتفاقا معها دون مشاركة كييف وأوروبا. وقالت الرئاسة الفرنسية إنه يتعين على أوروبا الآن استخلاص العبر من كل المناقشات، التي بدأت قبل سنوات بشأن السيادة الأوروبية، مضيفة أنه "سيتعين علينا على المدى القصير أن نضمن أن السلام سيكون دائما في أوكرانيا". وأوضحت أن الأمريكيين سيراجعون بالتأكيد مستوى التزامهم، بما في ذلك المستوى الجغرافي، في حلف شمال الأطلسي "لناتو، مضيفة أن "هذا يستدعي صحوة حقيقية من جانبنا، وحتى قفزة إلى الأمام، لنأخذ مكاننا في أمن القارة الأوروبية". وكان مستشار الرئيس إيمانويل ماكرون قد قال في وقت سابق: "نرى أنه نتيجة للتسريع في الملف الأوكراني، وأيضا نتيجة لما يقوله القادة الأمريكيون، هناك حاجة إلى أن يقوم الأوروبيون بالمزيد، وأن يعملوا على نحو أفضل، وبطريقة أكثر اتساقا من أجل أمننا الجماعي". وأضاف أن هذه المبادرات تشكل فرصة، بمعنى أنها يمكن أن تساعد في تسريع إنهاء الحرب في أوكرانيا، لكن من الواضح أن هناك حاجة إلى الاتفاق ومعرفة الظروف، التي يمكن بموجبها تحقيق نهاية الحرب، مشدداً على ضرورة ضمان السيادة والأمن لأوكرانيا وأوروبا. * هل يمكن أن تنتهي حرب أوكرانيا في عام 2025؟ * كيف برهنت أوكرانيا على يدها الطولى في قلب روسيا؟ * مَن يزوّد روسيا بالسلاح؟