بعد أن ترجّل عن صهوة الحياة ليلة الثامن من شهر شتنبر من سنة 2021 في ظروف وُصفت بالغامضة وبعد مرور ثلاث سنوات وبضعة أشهر على قضية وفاة المشجع الرجاوي يوسف بعد مطاردة بوليسية بسبب عدم ارتداء الخوذة، أطلت على السطح تطورات جديدة في هذا الملف من شأنها أن تغيّر مسار القضية وتقلب الأحداث رأسا على عقب. الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بمدينة الدارالبيضاء، استمعت قبل أيام لأم يوسف بعد أن وجّهت أصابع الاتهام إلى أشخاص بعينهم، وهي ترفع صوتها لتجزم بالقول: "لقد تلاعبوا بأعضاء ابني وتاجروا بها".
بعد أن تفجّرت هذه القضية، كانت تفاصيلها تغلي على صفيح ساخن وكانت والدة يوسف أو "المشجع الرجاوي"، تبحث عن الحقيقة كاملة وتطالب بإحقاق العدالة لينتشر حينها "هاشتاغ" على وسائل التواصل الاجتماعي موسوم بعنوان: "العدالة ليوسف".
وهي تفتّش في خيوط الملف وتطرق الأبواب عساها تلمح وميض أمل تتمسك به، تفاجأت بحفظ الملف في المرة الأولى ثم في المرة الثانية.
لم تكن تعلم أنّ القضية تخفي خبايا أخرى أكثر وجعا وأشدّ إيلاما فمن كان قرّة عينها انتهى في كفن ودفنته تحت التراب لتدفن معه أحلامها وآمالها وتفتح باب "الرجاء في الله" فما الذي تغيّر؟.
كل ما في الأمر أنّ الملف خرج من الحفظ بعد أن طرقت باب رئاسة النيابة العامة لتبث شكواها وترفع تظلّمها وتؤكد بأنها وقعت ضحية اتجار بأعضاء ابنها قبل أن ترتقي روحه إلى خالقه، وهي التي كانت تمنّي النفس بأن تراه في أعلى المراتب لكن يد القدر كانت أقوى.
صفحة طُويت في الملف لتفتح الباب على مصراعيه على صفحات أخرى في انتظار أن تتوصل الأم بمرسال من المحكمة يخبرها بأي مستجد ويُخمد النار التي تحرق قلبها وجعا على ابنها الراحل.