على خلفية تزايد التوترات السياسية بين باريسوالجزائر، بسبب قضية الروائي الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال، وتعالي الدعوات بفرنسا لإلغاء "اتفاق الهجرة"، تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، زعم ناشروه أنه ل"عسكري فرنسي يهدد بقصف الجزائر بالقنابل النووية…". ويظهر في الفيديو شخص يرتدي زيا عسكريا ويتحدث بالفرنسية، في مقطع مصور مدته نحو 7 دقائق، وفق وكالة فرانس برس. ومما جاء في حديث هذا الشخص، تهديده ب"ضرب الجزائر بقنابل نووية".
وقال الشخص الظاهر في الفيديو: "الجزائر تهدد فرنسا، فقد قطعت عنا الغاز، والجزائريون في فرنسا يهدّدون كذلك البلد".
وعلق الناشرون بالقول "عسكري فرنسي يهدّد الجزائر بهجوم بقنابل نووية، ويهدّد الجالية الجزائرية في فرنسا".
تداول هذا الفيديو يأتي في ظلّ توترات سياسية متزايدة بين باريسوالجزائر، خاصة بعد أن أوقفت السلطات الفرنسية في الآونة الأخيرة 3 مؤثرين جزائريين يحظون بمتابعة واسعة على منصّة التواصل الاجتماعي تيك توك، للاشتباه في "تحريضهم على الإرهاب" ونشر منشورات "تحثّ على ارتكاب أعمال عنف" في فرنسا.
وكانت الجزائر قد ندّدت ب"تدخل سافر وغير مقبول" من الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في قضية الكاتب الموقوف صنصال، غداة اعتباره أن الجزائر "تسيء لسمعتها" برفضها الإفراج عنه.
ويقبع الروائي الفرنسي الجزائري، وهو شخصية بارزة في الأدب الفرنكوفوني الحديث، في السجن بالجزائر منذ منتصف نوفمبر، بتهم تتعلق بالأمن الوطني.
وأوقف مؤلف كتاب "2084: نهاية العالم" في 16 نوفمبر في مطار الجزائر العاصمة، ووُجهت إليه تهم بموجب المادة 87 مكرر من قانون العقوبات والتي تعدّ "فعلا إرهابيا أو تخريبيا كل فعل يستهدف أمن الدولة والوحدة الوطنية والسلامة الترابية واستقرار المؤسسات وسيرها العادي". وحسب صحيفة "لوموند" الفرنسية، فإن السلطات الجزائرية انزعجت من تصريحات أدلى بها صنصال لموقع "فرونتيير" الإعلامي الفرنسي المعروف بمواقفه اليمينية المتطرفة، أكد فيها أن هناك العديد من الأراضي المغربية انتُزعت من المملكة في ظل الاستعمار الفرنسي لصالح الجزائر.
ما حقيقة الفيديو المتداول؟ يمكّن البحث بواسطة الاسم الظاهر على بزة الرجل العسكريّة "Treffainguy" ومقارنة الصور المتاحة، من تحديد هويته الكاملة، وهو شخص يدعى باسكال تريفينغي.
وبتعميق البحث، يظهر اسمه في تقارير إعلامية منشورة في مواقع برازيلية تشير إلى تورط تريفينغي في عملية احتيال، كما يقدم الرجل نفسه على مواقع التواصل الاجتماعي باعتباره "كاتباً ومتحدثًا"، دون أن يذكر أي وظيفة رسمية.
وفي اتصال مع وكالة فرانس برس، أوضح الجيش الفرنسي أن هذا الشخص الذي يدعى تريفينغي، لا ينتمي إلى الجيش على الإطلاق.
وقال المتحدث باسم رئاسة أركان القوات المسلحة الفرنسية، العقيد غيوم فيرنيه، إن "باسكال تريفينغي ليس شخصا منا على الإطلاق، وهو ليس جنديا فرنسيا".
وأضاف أن هذه "ليست المرة الأولى التي نتلقى فيها اتصالاً بشأن هذا الشخص"، واصفا تريفينغي بأنه "محتال سيئ السمعة".
كما أشار العقيد إلى أن الزي الذي يرتديه الشخص في الفيديو "ليس زياً للجيش الفرنسي على الإطلاق"، وهو أشبه بزي يحاكي ملابس التمويه.