رغم فوزه على فريق مانييما الكونغولي، أمس الأحد، على ملعب العربي الزاولي بالدار البيضاء، ودّع نادي الرجاء الرياضي لكرة القدم مسابقة دوري أبطال إفريقيا من الباب الخلفي، في وقت تمكن الجيش الملكي من انتزاع بطاقة المرور إلى الدور ربع النهائي، بعد عودته بتعادل ثمين (1-1) مع نادي ماميلودي صن داونز الجنوب أفريقي في بريتوريا. وساهمت عدة عوامل أساسية في توقف مغامرة "الرجاء العالمي" بدوري أبطال إفريقيا عند محطة دور المجموعات، بعد احتلاله المركز الثالث برصيد ثماني نقاط، وتتجلى في عدم استقرار الجهاز الفني، وضعف أداء التشكيلة الحالية، وتهديد أسماء بارزة بالرحيل عن الفريق، إضافة إلى استمرار أزمة الإدارة.
سرعة تغيير المدربين خسر نادي الرجاء الرياضي معركة المنافسة على لقب دوري أبطال إفريقيا للمرة الرابعة في تاريخه، بعد نسخ: 1989 و1997 و1999، ويرجع ذلك إلى عدم استقرار الجهاز الفني للفريق، بعد أن تعاقب على تدريبه أربعة مدربين إلى الآن، ويتعلق الأمر بالبوسني روسمير سفيكو، وعبد الكريم الجيناني، والبرتغالي ريكاردو سابينتو، وحفيظ عبد الصادق الذي تسلّم مهمة الإشراف على الطاقم التدريبي لنادي الرجاء الرياضي قبل شهر واحد فقط.
ورغم تحذيرات الجماهير التي طالبت الإدارة بإيجاد الحلول لأزمة سوء النتائج، سواء بانتذاب أسماء بارزة بإمكانها تقديم الإضافة النوعية، أو بحسن اختيار المدرب المناسب، لإعادة الرجاء إلى سكة الانتصارات، لكن من دون جدوى.
الصراع حول الرئاسة رغم أن عادل هلا تسلم رسميا رئاسة نادي الرجاء الرياضي في شتنبر الماضي خلفاً لمحمد بودريقة، الموجود رهن الاعتقال بسبب تهمة الفساد، فإنه لم يحظَ بإجماع مساهمي النادي وجماهيره التي أصبحت تطالب بالتغيير، سواء على مستوى الإدارة أو في الجهاز الفني.
وساهم توالي الانكسارات لوصيف بطل العالم للأندية عام 2013 في حدوث انقسامات بين أعضائه، إذ يطالب عدد منهم باستقالة الرئيس الحالي عادل هلا، وتعويضه بآخر يكون قادراً على معالجة الاختلالات التي يعانيها الرجاء الرياضي، في وقت أبدى فيه عدد من الرؤساء السابقين رغبتهم في العودة مجدداً لكي يتقلدوا مهمة تدبير شؤون النادي، على غرار سعيد حسبان وجواد الزيات وأنيس محفوظ، من دون مراعاة حاجة الرجاء الرياضي إلى التئام مكوناته من أجل التأهل إلى الدور ربع النهائي من مسابقة دوري أبطال أفريقيا.
ضعف الأداء يعيش نادي الرجاء الرياضي وضعا سيئا منذ بداية الموسم الكروي الحالي على مستوى النتائج، رغم فوزه بالثنائية خلال الموسم الماضي (لقبي الدوري المحلي وكأس العرش) بقيادة مدربه السابق الألماني جوزيف زيبنابور.
وعانى نادي الرجاء العالمي في دور المجموعات من دوري أبطال أفريقيا فراغاً كبيراً بجميع خطوطه، لا سيما في الهجوم، إذ افتقر إلى قناص يجيد تسجيل الأهداف، إضافة إلى فسخ عقود عدد من أسمائه البارزة، على غرار الجزائري يسري بوزوق.
وأمام تراجع نتائج نادي الرجاء الرياضي هذا العام والأزمة المالية التي يتخبط فيها، طالب عدد من اللاعبين البارزين بفسخ عقودهم مع النادي، بعد التعادل مباشرة أمام الجيش الملكي، في الجولة قبل الأخيرة من مسابقة دوري أبطال أفريقيا، من أبرزهم الحارس أنس الزنيتي، الذي حقق مسعاه وانضم إلى نادي الوصل الإماراتي الأسبوع الماضي، أي قبل مباراة مانييما الكونغولي، فيما اشترط يوسف بلعمري ونوفل الزرهوني الحصول على مستحقاتهما المالية كاملة، وإلا سيغادران النادي في مرحلة الانتقالات الشتوية، أما الجماهير فلم تستسغ الخروج المبكر لناديها من دوري أبطال أفريقيا، وهددت بالتصعيد ما لم تتحسن نتائج الرجاء مستقبلاً.