تواصل روسيا تدخلاتها ضد المغرب في مجلس الأمن، وهذه المرة بعدما اقترحت تعديلات على نص مشروع قرار حول الصحراء المغربية تقدمت به الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث عللت تدخلها بأن النص الحالي يفتقر إلى "التوازن". ويأتي الموقف الروسي كنتيجة مباشرة للضغوط القوية التي مارستها الدبلوماسية الجزائرية، فخلال الأسبوع الماضي التقى وزير الخارجية الجزائري مع سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في بلاده، إضافة إلى سفيري المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وكذا رئيس بعثة المينورسو، وقدم لهم تقريرا عن الوضع في المناطق العازلة.
وحاولت الجزائر إقناع روسيا بالدفاع عن أطروحات جبهة البوليساريو الانفصالية، مستفيدة من السياق الدولي، والذي يبدو واضحا أنه خدم جارة المغرب للضغط على روسيا، حيث يعتبر هذا الموقف نتيجة للمواقف الدولية من الأزمة السورية، حيث يدفع المغرب ثمن "الخلافات العميقة بين موسكو وباريس حول هذه القضية"، حسبما كشفت عنه تقارير إعلامية دولية.
هل ستستطيع روسيا إدخال تعديلات على نص القرار لجعله "متوازنا" بحسب تعبيرها؟ سؤال سنعرف إجابته قريبا، بيد أن الصحف الفرنسية أكدت أن "فرنسا مصممة على الدفاع عن التعديلات التي أدخلت على مشروع القرار الأمريكي".
المشروع الذي صدم البوليساريو، أثار انتهاكاتها بالكركرات بل انه نبهها من مغبة اقدامها على ترحيل ادارات ومنشآت الى بئر لحلو مما يعتبر انتصارا للمغرب على أساس أن ماتعتبره البوليساريو عاصمة مؤقتة لجمهوريتهم المزعومة وأراضي محررة اصبح في مشروع مجلس الامن جزأ من المنطقة العازلة.
ويذكر أنه في سنة 2016، وخلال الأزمة بين المغرب والأمين العام الأممي السابق بان كي مون، اختارت روسيا الامتناع عن التصويت، وهو ما وضفته وسائل إعلام دولية ب"ردة الفعل نتيجة التقرب الأمريكي- المغربي".