أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن موافقتها على صفقة بيع عسكرية محتملة بين واشنطن والرباط، تتضمن صواريخ متوسطة المدى جو-جو ومعدات ذات صلة بتكلفة تقديرية تبلغ 88.37 مليون دولار. وجاء في بلاغ لوكالة التعاون الأمني الدفاعي (DSCA) أن "المملكة المغربية كانت قد طلبت "شراء حوالي ثلاثين صاروخًا من نوع AIM-120C-8 AMRAAM وجهاز توجيه واحد لنفس النوع". وحسب بلاغ لوكالة التعاون الأمني الدفاعي الأمريكية، فإن "الصفقة المحتملة تشمل شراء المغرب لما يصل إلى 30 صاروخا من طراز AIM-120C-8 المتقدم متوسط المدى جو-جو (AMRAAM) بالإضافة إلى وحدة توجيه واحدة من نفس الطراز".
وأضاف بلاغ الوكالة الأمريكية أن "الصفقة تتضمن أطقم قياس تليمتري، وقطع غيار لأقسام التحكم والحاويات، ومعدات لإعادة برمجة الذخائر، ومجموعات اختبار أجهزة الكمبيوتر، ودعم المعدات والذخائر، وتسليم ودعم البرامج السرية، وقطع الغيار والاستهلاكية، والدعم الفني واللوجستي من الحكومة الأمريكية والمقاولين، إلى جانب دراسات واستطلاعات وعناصر دعم أخرى".
وحسب مراقبون أمنيون فإن الصفقة المنتظرة بين وزارة الدفاع الأمريكية والقوات المسلحة الملكية تدخل في إطار تنوع المنظومات العسكرية بين البلدين، حيث تعكس متانة التحالف الاستراتيجي الثنائي في منطقة شمال إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط، على اعتبار أن المملكة المغربية تعد رقما مهما داخل المعادلة العسكرية بإفريقيا.
وقال هشام معتضد، مستشار في الشؤون الاستراتيجية والأمنية، إن "صفقة بيع ثلاثين صاروخ جو-جو من نوع AIM-120C-8 AMRAAM للقوات المسلحة الملكية المغربية تعكس تطورًا نوعيًا في التعاون العسكري بين المغرب والولاياتالمتحدة"، مشيراً إلى أن "هذه الصفقة، التي تبلغ قيمتها حوالي 89 مليون دولار، تمثل مرحلة جديدة في تعزيز قدرات الدفاع الجوي المغربي، مما يعكس أهمية المغرب كحليف استراتيجي للولايات المتحدة في منطقة شمال إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط".
وأضاف معتضد، في تصريح ل"الأيام 24″، أن "الصواريخ من طراز AIM-120C-8 تعد من بين الأنظمة الأكثر تطورًا في مجال الصواريخ جو-جو، حيث توفر دقة عالية في التوجيه ومدى عملياتي طويل"، مضيفا أن "حصول القوات المسلحة الملكية المغربية على هذا النوع من الصواريخ يعزز من قدرتها على حماية أجوائها ومجالها الحيوي، خاصة في ظل التحديات الأمنية المتزايدة في المنطقة".
وتابع المتحدث عينه أن "التعاون العسكري بين المغرب والولاياتالمتحدة ليس جديدًا، بل هو جزء من شراكة استراتيجية تمتد لعقود"، مردفا أن "هذه الصفقة تأتي في سياق تعزيز هذه الشراكة، خاصة في ضوء التطورات الجيوسياسية التي تفرض على المغرب تطوير قدراته الدفاعية لمواجهة أي تهديدات محتملة"، موضحا في الوقت ذاته أن "الولاياتالمتحدة، من خلال هذه الصفقة، تؤكد التزامها بدعم الحلفاء الاستراتيجيين في تعزيز أمنهم واستقرارهم".
وسجل المستشار الاستراتيجي أنه "من الناحية الجيوستراتيجية، الصفقة تعكس رؤية مشتركة بين البلدين حول أهمية الحفاظ على الاستقرار في شمال إفريقيا، وهي منطقة حيوية على المستوى الإقليمي والدولي"، مؤكدا على أن "المغرب يلعب دورًا رئيسيًا في مكافحة الإرهاب وتأمين الممرات البحرية الحيوية، مما يجعل تطوير قدراته العسكرية ضرورة استراتيجية ليس فقط للمغرب ولكن أيضًا للمصالح الأمريكية في المنطقة".
"أعتقد أن تعزيز التعاون العسكري المغربي-الأمريكي يرسل رسائل سياسية متعددة الأطراف. فهو يؤكد أن الولاياتالمتحدة تعتبر المغرب شريكًا رئيسيًا في المنطقة، ويعكس كذلك الثقة المتبادلة بين الطرفين"، يضيف المتحدث، لافتا إلى أن "هذه الرسالة قد يكون لها تأثير مباشر على التوازنات الإقليمية، خاصة في ظل التنافس المتزايد بين القوى الدولية على النفوذ في شمال إفريقيا".
من الجانب العسكري، أشار الخبير عينه إلى أن "الصفقة تمثل نقلة نوعية في تجهيزات القوات المسلحة الملكية المغربية"، مسجلا أن "الصواريخ AIM-120C-8 معروفة بقدرتها على تنفيذ عمليات معقدة ضد أهداف متعددة، مما يمنح القوات الجوية المغربية تفوقًا عملياتيًا يعزز من قدراتها الدفاعية والهجومية في نفس الوقت. كما أن المعدات الإضافية، مثل أجهزة التتبع وإعادة برمجة الذخائر، توفر مستوى عالٍ من المرونة والاستدامة في تشغيل هذه الأنظمة".
وزاد: "هذه الصفقة تحمل أيضًا أبعادًا اقتصادية وتقنية، حيث ستتطلب تدريب الكوادر المغربية على استخدام وصيانة الأنظمة الجديدة، مما يفتح الباب أمام مزيد من التعاون التقني ونقل الخبرات بين الطرفين"، مستدركا أن "هذا الجانب يعزز من جاهزية القوات المغربية ويزيد من قدرتها على التعامل مع تحديات المستقبل بكفاءة عالية".
وخلص معتضد حديثه قائلا: "صفقة الصواريخ AIM-120C-8 تعكس تطورًا مهمًا في العلاقات المغربية-الأمريكية، حيث تجمع بين الأبعاد العسكرية والجيوستراتيجية والسياسية"، مبرزا أن "المغرب، من خلال هذه الشراكة، يعزز موقعه كلاعب رئيسي في المنطقة، بينما تؤكد الولاياتالمتحدة على التزامها بدعم حلفائها في مواجهة التحديات المشتركة"، مشددا على أن "هذا التعاون يفتح آفاقًا جديدة لتطوير القدرات الدفاعية المغربية ويعزز من دوره في الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين".