رغم المصادقة عليه أمس الخميس، في دورة استثنائية، لازال مشروع "تصميم تهيئة مدينة الرباط" يحظى بالرفض من طرف بعض الأحزاب السياسية، التي تطالب بتنزيل مقاربة تشاركية تجمع بين التنظيمات الحزبية وجمعيات المجتمع المدني وساكنة المدينة، وابتعاد الوكالة الحضرية عن الإعداد التقني لهاته التصاميم التي تسرق الموروث التاريخي للعاصمة الإدارية حسب تصريحات مستشارين بمجلس المدينة. وحسب مصادر "الأيام 24″، فإن مشروع "تصميم تهيئة مدينة الرباط" قد يؤدي إلى ترحيل آلاف الأسر من العاصمة الإدارية إلى المناطق التي توجد على هامش المدينة، وهو ما أثار حالة من الرعب في نفوس ساكنة الدوائر الشعبية، التي باتت أيامها معدودة داخل العاصمة.
وأضافت المصادر ذاتها أنه من المتوقع أن تفقد تصاميم التهيئة العمرانية للرباط لون بعض الطبقات الاجتماعية في العديد من المناطق، حيث أعطى هذا المشروع امتيازات كبيرة للطبقة المخملية خاصة في ما يتعلق بالزيادة في عدد الطوابق لقاطني "زون فيلا".
وقال فاروق المهداوي، مستشار بمجلس مدينة الرباط عن حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، إن "هذا المشروع المتعلق بتصاميم تهيئة مدينة الرباط يجب سحبه، وهو مشروع غير صالح نهائيا للمناقشة، وعلى الجهة المعنية بذلك اشراك جميع التنظيمات السياسية وجمعيات المجتمع المدني وساكنة العاصمة الإدارية".
وأضاف المهداوي، في تصريح ل"الأيام 24″، أنه "لا يمكن للوكالة الحضرية بشكل تقني أن تضع لنا تصورا لتهيئة مدينة الرباط، علما أن العاصمة الإدارية هي مدينة عريقة تختزل في شوارعها وأزقتها موروثا شعبيا وثقافيا وتاريخيا"، مؤكدا على أن "مشروع تصميم تهيئة الرباط لا يحترم خصوصيات المدينة وهذا لا نقبله أبدا".
وتابع المتحدث عينه أن "مديرة الوكالة الحضرية ربطت مشروع تصميم تهيئة مدينة الرباط بتظاهرة المونديال، وهذا ما أثار حفيظة فريق فيدرالية اليسار الديمقراطي، لأن هذا المشروع بحد ذاته يرتبط ارتباطا وثيقا بالتنمية المحلية لمدة تزيد عن عشر سنوات".
وأردف أيضا أنه "من الصعب رهن مستقبل ساكنة مدينة الرباط بكأس العالم لكرة القدم الذي سينظم بين 3 دول، وهذه تبقى مشاريع عابرة لا تستحق كل هذا الزخم المتعلق بإعادة النظر في مخططات المدن، ونحن نطالب فقط بسحب المشروع وإعادة صياغته بشكل يتلائم مع متطلبات الساكنة".
وأردف أيضا أن "المشروع ينص على أن النمو الديمغرافي بمدينة الرباط سيتراجع ب130 ألف أسرة في حدود سنة 2030، وهذا يعني أن السلطات تخطط لعملية ترحيل كبيرة للساكنة من العاصمة إلى المناطق الهامشية".