يبدو أن الجزائر تسعى، حسب مراقبين، إلى غلق ملف الوقود المغشوش مع لبنان بإرسال 30 ألف طن من الفيول إلى بيروت لإنقاذها من الظلام، في ظل أزمة الكهرباء التي تعيشها حاليا والتي تفاقمت بسبب الحرب الإسرائيلية عليها. وكانت فضيحة "الفيول المغشوش" في لبنان قد المشهد المحلي بلبنان في أبريل 2020، حيث باشرت حينها السلطات اللبنانية تحقيقا بالقضية أسفر عن توقيف ممثل شركة سوناطراك الجزائرية في البلاد طارق الفوال و16 شخصا آخرين، في قضية تسليم شحنة تتضمن عيوبا في نوعية الوقود لصالح شركة كهرباء لبنان.
ويرى متتبعون أن مبادرة الجزائر بإرسال 30 ألف طن من الفيول إلى بيروت، تأتي مع اقتراب إعلان الحكومة اللبنانية طي صفحة الدعوى القضائية ضد شركة سوناطراك التي اتهمت في 2020 بإغراق لبنان بشحنات وقود الفيول غير مطابقة للمواصفات بقيمة 3 مليارات دولار.
وكان وزير الطاقة اللبناني وليد فياض قد كشف في نونبر المنصرم لمنصة "الطاقة" أن وزارته تعمل على تطوير الشراكة مع المؤسسات الجزائرية، موضحا أنها تدعم جهود الحكومة لاستكمال مسار إعادة إحياء علاقة الشراكة مع الجزائر ضمن الأطر القانونية التي ترعى مصالح البلدين.
كما عقد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي منتصف شهر أكتوبر الماضي اجتماعا مع عدد من المسؤولين اللبنانيين لبحث الملف المتعلق بالحلول القانونية المتاحة للقضية.
وفي غشت الماضي تعهّدت الجزائر بتزويد لبنان على الفور بكميات من الوقود لتشغيل محطات الكهرباء بعد إعلان "كهرباء لبنان" نفاد إمداداتها من الوقود والتي شملت المرافق الحيوية بما فيها مطار رفيق الحريري الدولي ومرفأ بيروت والسجون ومرافق الصرف الصحي وضخ مياه الشرب.
هذا، وترتبط سوناطراك الجزائرية منذ يناير 2006 باتفاقية مع وزارة الطاقة اللبنانية لتزويدها بوقود الديزل وزيت الوقود (الفيول) حيث تقوم ببيع وقود السيارات و"المازوت" إلى مؤسسة كهرباء لبنان عبر شركتين إحداهما شركة "زي. آر انيرجي" اللبنانية.