بالتزامن مع زيارته إلى الجزائر، قاد مجموعة من أعضاء حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، الحاكم في جنوب إفريقيا، احتجاجا أمام مقره في جوهانسبورغ، للمطالبة بتحسين العلاقات مع المغرب، رافضين الدعم الذي تقدمه قيادة الحزب الحالية لجبهة "البوليساريو" الانفصالية. ونقلت تقارير إعلامية جنوب إفريقية، أن العشرات من أنصار الحزب الحاكم تجمعوا خارج المقر الرئيسي أول أمس، لإبلاغ قيادته بعدم رضاهم عن السياسة التي يتبناها المؤتمر الوطني الإفريقي تجاه المغرب.
وذهب هؤلاء أبعد من ذلك، في ما يشبه "ثورتهم" هاته، فقد عمدوا إلى تقديم مذكرة احتجاجية للمؤتمر الوطني الإفريقي، طالبوه فيها بتعزيز العلاقات الثنائية مع المغرب، من خلال بناء قيم "سلام وصداقة" بين بريتورياالرباط، بما يتماشى مع الأسس التي تنبني عليها عقيدة حزب "نيلسون مانديلا".
ويأتي هذا الاحتجاج في خضم التوتر الملموس داخل الحزب، في أعقاب إعفاء نائب رئيس لجنة العلاقات الدولية بالمؤتمر الوطني الإفريقي، أوبيد بابيلا، من مهامه بسبب زيارته للمغرب شهر أكتوبر الماضي ولقائه مسؤولين، في طليعتهم ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج.
وخلال زيارته تلك، دعا بابيلا إلى تكثيف العلاقات الاقتصادية والتجارية بين جنوب إفريقيا والمغرب، كما حث المقاولات المغربية على الاستثمار في جنوب إفريقيا، على غرار العديد من الشركات الجنوب إفريقية الموجودة بالفعل في المغرب. وفق تعبيره.