أقرت الجزائر، بشكل رسمي، بأن اعتقال الكاتب الحامل للجنسية الفرنسية، بوعلام صنصال، انتقاما منه على تصريحات أدلى بها لمجلة "فرونتيير" الفرنسية، قال فيها إن أراضي مغربية انتُزعت من المملكة تحت الاستعمار الفرنسي لصالح الجزائر.
وبحسب ما أوردت وكالة الأنباء الجزائرية، فإن صنصال الذي تم توقيفه على يد السلطات الجزائرية بمجرد وصوله إلى مطار الجزائر، متهم ب"التشكيك في استقلال وتاريخ وسيادة وحدود الجزائر، وإنكار وجود الأمة الجزائرية".
وأثار تصريح سابق لصنصال، ذو الأصول المغربية، أكد فيه أن "المغرب بأنه دولة عظمى وإمبراطورية ممتدة على مدى أكثر من 12 قرنا"، مقارنة بدولة الجزائر التي اعتبرها بلا هوية أو تاريخ واضح، حنق حكام "قصر المرادية"، وهو ما تؤكده خطوه اعتقاله وعملية التشهير التي تعرض إليها من طرف وكالة الأنباء الجزائرية التي وصفته، وهو قيد الاعتقال، ب"دمية التيار التحريفي المعادي للجزائر". وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أعرب عن قلقه البالغ حيال مصير الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال بعد فقدان أثره في الجزائر، مؤكداً عبر مقربين منه أن "أجهزة الدولة تعمل بلا كلل لتوضيح ملابسات قضيته"، كما شدد على "موقفه الراسخ في الدفاع عن حرية التعبير".
من جهتهم، لم يخف عدد من القادة السياسيين الفرنسيين قلقهم إثر اعتقال صنصال، من بينهم رئيس الوزراء السابق إدوار فيليب الذي ذكر أن الأخير يجسد بشكل خاص "الدعوة إلى العقل والحرية والإنسانية ضد الرقابة والفساد والإسلاموية".
كما أبدى كتاب ومثقفون من جنسيات مختلفة دعمهم لصنصال، بينهم الفرنسي نيكولا ماتيو والمغربي الطاهر بنجلون وياسمين خضرا، داعين إلى إطلاق سراحه.