أثار النقاش الهزيل لمشروع قانون المالية برسم 2025، انتقادات واسعة لنواب الأمة الذين لم ترق ممارستهم لمهامهم النيابية لمستوى التحديات والإشكالات التي يعرفها المغرب، إذ كان من المفروض أن يقوموا بدورهم التشريعي بشكل فعال في الدفاع عن المغاربة الذين صوتوا عليهم لتمثيلهم بقبة البرلمان، خاصة في لحظة تشريعية وسياسية مهمة تتمثل في مناقشة قانون المالية. وفي تفاعله مع ضعف النقاش البرلماني بشأن مشروع قانون المالية، أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش عبد الرحيم العلام، أن هذا البرلمان لا يمكن التعويل عليه في ممارسة أدواره التشريعية والرقابية وغيرها، بشكل فعال، مردفا: "قالُّوا بّاك طاح، قالُّوا من الخيمة خرج مايْل".
واعتبر العلام، في حديث ل"الأيام 24″، أن هزالة النقاش النيابي بخصوص مشروع مالية 2025، يرجع للمستوى الضعيف للعديد من البرلمانيين، إضافة إلى أن عددا منهم إما معتقلين أو متابعين، ناهيك عن أن بعضهم التحق مؤخرا مكان برلمانيين سابقين.
وتابع أن المستوى التعليمي للبرلمان الحالي، متدني مقارنة مع البرلمانات السابقة، إضافة إلى "ضعف التكوين السياسي، إذ أن العديد من البرلمانيين الذين انخرطوا في البرلمان إما هم من المحترفين للسياسة وإما أنها أول مرة يلجون قبة البرلمان".
ويرى العلام، أن من أسباب ضعف النقاش البرلماني هو هيمنة الأغلبية على المؤسسة التشريعية نظرا لتوفرها على عدد كبير من النواب الذين يشكلون أغلبية آمنة للحكومة.
وفي المقابل، تعاني المعارضة، حسب العلام، من ضعف عددي، ناهيك على أن بعض الفرق لم تتعود على المعارضة بعد لأنها كانت في الغالب تشارك في الحكومات السابقة.
وسجل العلام، أن كل الملاحظات السالفة الذكر تحول دون تجويد النقاش البرلماني بصفة عامة، مشيرا إلى أن "واقع البرلمان سواء حضر النواب حضورا جسديا أو حتى غابوا فإنه ليس بالإمكان أحسن مما كان لأن فاقد الشيء لا يعطيه".