في وقت تتطلع فيه موسكو الى تعميق علاقاتها مع افريقيا في مجالات الأمن والتعاون الاستراتيجي وسط استمرار التوترات مع الدول الغربية رفضت هذه الأخيرة طلبا رسميا تقدمت به الجزائر لاقحام جبهة البوليساريو في المؤتمر الوزاري الأول لمنتدى الشراكة الروسية الافريقية، الذي انعقد أمس السبت في مدينة سوتشي الروسية.
ويرى محللون سياسيون أن استبعاد موسكو لجبهة الانفصال يأتي التزاما بالقوانين والمعايير الدولية، التي تستوجب مشاركة حصرية للدول ذات السيادة والاعتراف الدولي، ليتم رفض تواجد جبهة الانفصال داخل دائرة المشاركة، باعتبارها كيانا مسلحا غير معترف به.
وهو ما أكده محمد شقير، باحث في العلوم السياسية، في حديثه ل"الأيام 24″، قائلا، إن روسيا اعتمدت نفس النهج الذي انتهجته كل من اليابان والصين في استبعاد جبهة البوليساريو من منتديات الشراكة مع إفريقيا، خاصة بعدما أكد الاتحاد الافريقي على عدم مشاركة أي طرف لا يتوفر على مكونات الشرعية الدولية.
وارتباطا بذلك، أوضح شقير أن تبني روسيا لموقف الحياد من قضية الصحراء المغربية، والمصالح التي تجمعها مع المغرب، بعدما التزمت الرباط بالحياد في الحرب الروسية الأوكرانية، دفع إلى استبعاد الجبهة من المنتدى الافريقي الروسي.
وخلص شقير إلى أن التوتر القائم حاليا بين روسياوالجزائر، خاصة بعد سقوط العديد من مقاتلي فاجنر في الحدود بين الجزائر ومالي، لم يسهل أي عملية لتسهيل الدبلوماسية الجزائرية، للضغط من أجل إشراك الجبهة في هذا المنتدى الروسي الافريقي.
وجدير بالذكر، أن القمة الروسية الافريقية تعد حدثا استراتيجيا يترجم اهتمام موسكو، بتعزيز شراكاتها مع القارة الافريقية، اقتصاديا وسياسيا، وستسهم في تثمين مكانة المغرب، كفاعل أساسي في القارة السمراء، نجح في كسب علاقات ديبلوماسية مع مختلف البلدان الكبرى، ليحصد، وبفضل سياسته الخارجية المتوازنة، لقب الشريك الموثوق، والفاعل الرائد في تقريب افريقيا من بقية دول العالم، مما يسهل عملية تأثيره في مشهد التعاون الافريقي-الدولي.