"هراء وأحلام يقظة"، هكذا علقت زينب بنت التقي، رئيسة تيار دولة المواطنة، النائبة البرلمانية السابقة عن حزب تواصل الموريتاني، على استقبال الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، لرئيس جبهة البوليساريو الإنفصالية، ابراهيم غالي، إلى جانب الرئيس التونسي قيس سعيد، ورئيس موريتانيا محمد ولد الشيخ الغزواني، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي، معلنة أن دول المغرب العربي، خمسة فقط، وهي المغرب والجزائروموريتانيا وتونس وليبيا.
بمناسبة الذكرى 70 لما يسمى ب"اندلاع الثورة التحريرية"، استقبل تبون ضيوفه على هامش استعراض عسكري نظمه الجيش الجزائري، في خطوة يراها بعض المحللين السياسيين تقليدا للاستقبال المغربي لرئيس الجمهورية الفرنسية، ايمانويل ماكرون.
ومن هذا المنطلق، تتضح مساعي النظام الجزائري التي تتجه إحداث تكتل مغاربي، يضم الجزائر وتونس وليبيا باستثناء المملكة المغربية، والذي سبق وأن أعلن عنها عبد المجيد تبون في إحدى لقاءاته التلفزيونية نهاية شهر مارس الماضي، معتبرا أنه سيكون كتلة ل"إحياء العمل المغاربي المشترك"، والتحدث بنبرة واحدة عن القضايا التي تهم هذا الثالوت. ويتزامن استقبال الرئيس الجزائري لزعيم البوليساريو، مع زيارة الدولة الأخيرة التي قام بها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، للمملكة المغربية، يوم الاثنين الماضي، بدعوة كريمة من الملك محمد السادس، حيث جددت باريس اعترافها بمغربية الصحراء، لتتوج الزيارة بالتوقيع على مجموعة من الاتفاقيات في قطاعات حيوية، كإعلان عن عودة الدفء للعلاقات الديبلوماسية بين البلدين. وبهذه المناسبة، قال الرئيس الفرنسي في حوار خص به القناتين التلفزيتين "دوزيم" و"ميدي1 تي في"، تم بثه يوم الأربعاء 30 أكتوبر 2024، "إن الأمر بالنسبة لفرنسا يتعلق ب "التزام راسخ، وأن تكون، دبلوماسيا، إلى جانب المغرب من أجل أن يكون حاضر ومستقبل الأقاليم الجنوبية يندرجان في إطار السيادة المغربية". وأكد الرئيس الفرنسي أن الزيارة تعد "خطوة مهمة على المستوى الدبلوماسي، أقولها بكل وضوح بالنسبة للمغرب، ولعلاقاتنا الثنائية، ولكن أيضا للمنطقة برمتها". وأضح ماكرون أنه "لهذا السبب أردت القول ذلك أيضا بالبرلمان: إنه قرار لا تتخذه فرنسا ضد أي كان، ولكن يجب أن يساعد على اندماج إقليمي أفضل، لتحقيق استقرار أفضل في الصحراء، وبالتالي، في منطقة الساحل". واعتبر أن "هذه المنطقة برمتها تحتاج إلى الاستقرار والالتزام والجدية والقوة والثقة"، مشيدا في الآن ذاته بالاستثمارات الكبيرة التي قام بها المغرب، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، لتعزيز التنمية والاستقرار لهذه المنطقة، مضيفا "أعتقد أن الجيران على وعي بذلك". وأعلن الرئيس الفرنسي أن موقف فرنسا يعد أيضا التزاما ملموسا، بمعنى أن الوكالة الفرنسية للتنمية والمقاولات الفرنسية لن تستمر في الاستثمار فحسب، بل ستستثمر بقوة أكبر في الأقاليم الجنوبية من خلال مشاريع مهمة تعود بالنفع على الساكنة، فالأمر يهم "خيارا مستقبليا يتجسد في العديد من المشاريع المهمة، التي تهم قطاعات متعددة.