BBCسكان مصدومون يتحدثون مع يوسف الملاح، رئيس فريق الإنقاذ، في موقع غارة البسطة في بيروت وسط دخان كثيف وصراخ السكان، كان عمال الإنقاذ يبحثون صباح الجمعة 11 أكتوبر/تشرين الأول 2024، عن علامات تدلّ على وجود أي شخص عالق تحت الأنقاض إثر الغارتين الجويتين الإسرائيليتين اللتين ضربتا وسط بيروت خلال الليل. وبحسب وزارة الصحة اللبنانية، أدت الغارتان الإسرائيليتان إلى مقتل 22 شخصاً وإصابة 117 آخرين، مما يجعل هذه الضربات الأكثر دموية في وسط بيروت خلال التصعيد الأخير. وفي موقع الضربة الأشد من بين الاثنتين، في حي البسطة، قال رئيس فريق الإنقاذ في الدفاع المدني يوسف الملاح لبي بي سي إن خمسة أشخاص ما زالوا في عداد المفقودين. وقال الملاح إن الدفاع المدني ناشد أفراد عائلات المفقودين التقدم بأي معلومات عن مكان وجودهم. * مقتل 22 شخصاً على الأقل وإصابة 117 آخرين في غارتين إسرائيليتين على بيروت * قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، اليونيفيل، تتهم الجيش الإسرائيلي بقصف أحد أبراج المراقبة التابعة لها في لبنان وذكرت تقارير غير مؤكدة الجمعة أن وفيق صفا، رئيس وحدة الاتصال والتنسيق في حزب الله، كان هدفاً لإحدى الضربات لكنه تمكن من النجاة. ولم تعلّق السلطات الإسرائيلية، ولم تصدرأي تحذيرات قبل الضربات، كما فعلت في بعض الحالات. وأصابت الضربتان على بيروت مبانٍ سكنية في أحياء مكتظة بالسكان. وسقط الصاروخ الذي أصاب البسطة بالقرب من موقع ضربة سابقة أسفرت عن مقتل تسعة أشخاص الأسبوع الماضي. دمر الصاروخ مبنى من أربعة طوابق بالكامل، وألحق أضراراً بالغة وصلت أحياناً إلى حد التدمير في ثلاثة مبانٍ مجاورة. أما الضربة الأخرى التي استهدفت حي النويري، فقد أصابت الطابق الثالث من مبنى مكون من ثمانية طوابق، مما أدى إلى تناثر قطع كبيرة من الأنقاض في الشارع وتدمير السيارات وواجهات المحلات التجارية الموجودة بالأسفل. وكان توقيت الضربات - نحو الساعة 20:00 بالتوقيت المحلي، 18:00 بتوقيت جرينتش- ما يعني أن العديد من سكان الحيين والمناطق المجاورة كانوا في منازلهم أو في الشارع. BBCأدت الغارة الإسرائيلية على منطقة البسطة إلى تدمير مبنى سكني مكون من أربعة طوابق وإلحاق أضرار بالغة أو تدمير العديد من المباني المجاورة. كان حسن جعفر، حارس الأمن البالغ من العمر 22 عاماً، في منزله مع أصدقائه على بعد 50 متراً فقط من ضربة البسطة. وقال لبي بي سي إنهم سمعوا "ضجيجاً بدا وكأنه يقترب مع كل ثانية". وقال: "أطاحت موجة الصدمة بنا، وأرسلتنا إلى الوراء حيث امتلأ الهواء بالغبار والحطام. وفي لحظة، اختفى كل شيء في سحابة من الرماد". وقال جعفر إنه أصيب وأصدقاؤه بكدمات وجروح بسبب الضربة نتيجة الحطام المتطاير والزجاج. وأضاف "في تلك اللحظة، شعرنا وكأن الحرب امتدت إلى حياتنا". وعلى كومة الأنقاض الضخمة التي خلفتها الضربة صباح الجمعة، نظر السكان المذهولون إلى شققهم المدمرة وتوسلوا إلى أعضاء فريق الدفاع المدني لمساعدتهم على استعادة ما تبقى من ممتلكاتهم. BBCفي أعقاب إحدى الضربات، ناشد عمال الإنقاذ الحصول على معلومات عن خمسة من السكان ما زالوا في عداد المفقودين. كانت مجموعة من النساء تبحث عن قريبة لهن مفقودة - وهي أم لأطفال صغار شوهدت آخر مرة على نقالة في الموقع. أخبر فريق الدفاع المدني المجموعة أنهم بحاجة إلى التحقق في كل مستشفى بشكل شخصي. قال أحد عمال الإنقاذ "إذا غادرت هنا على نقالة، فستكون في مستشفى في مكان ما". كانت ابتسام مظلوم، 42 عاماً، في المبنى الذي تسكن فيه بالقرب من مكان وقوع الضربة. قالت بغضب "إذا أرادوا القتال، فعليهم القتال على الحدود. المدنيون في بيروت ليسوا جزءاً من هذا". في موقع ضربة النويري، وصف موسى عارف، الذي يعمل في الدفاع المدني، وجوده في شقته في الطابق السادس من المبنى المستهدف عندما ضرب الصاروخ. قال "لم أصب بالذعر، بسبب طبيعة وظيفتي، لقد اعتدت على ذلك، لكن أطفالي كانوا يصرخون ويتشبثون بي، أصيب أحد أحفادي بجروح بسبب الزجاج المتطاير". BBCموسى عارف ينظر إلى المبنى المتضرر الذي اهتز بعنف عندما ضربه الصاروخ وهذه هي المرة الثالثة التي تشن فيها إسرائيل غارات جوية على بيروت خارج الضاحية الجنوبية للمدينة، حيث الوجود القوي لجماعة حزب الله المسلحة المدعومة من إيران. ووفقاً للجيش الإسرائيلي، فإن الغارات السابقة على وسط بيروت استهدفت أعضاء من حزب الله والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وأصابت إحدى الغارات عيادة صحية وصفها الجيش الإسرائيلي بأنها تابعة لحزب الله وأسفرت عن مقتل تسعة أشخاص. ودعت منظمة هيومن رايتس ووتش يوم الجمعة 11 أكتوبر/تشرين الأول 2024، إلى إجراء تحقيق في الهجمات الإسرائيلية على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوبلبنان. ولفتت التقارير إلى أن موقع مراقبة يعود لبعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (يونيفيل) تعرض لإطلاق نار من قبل القوات الإسرائيلية. وهذه هي المرة الرابعة في الأيام الأخيرة التي تطلق فيها القوات الإسرائيلية النار على قواعد اليونيفيل. وفي يوم الخميس 10 أكتوبر/تشرين الأول 2024، أصيب اثنان من قوات حفظ السلام الإندونيسية بعد أن أطلقت دبابة إسرائيلية النار على برج مراقبة في مقر القوة في رأس الناقورة. وقال حزب الله يوم الجمعة إنه شن هجوماً على قاعدة عسكرية إسرائيلية في مدينة حيفا الشمالية باستخدام طائرات بدون طيار محملة بالمتفجرات. وقال الحزب إن الهجوم كان رداً على الضربات الإسرائيلية على بيروت. * ما هي الصواريخ البالستية وفرط الصوتية؟ * ماذا بعد مقتل حسن نصر الله الذي قاد الحزب لأكثر من ثلاثين عاماً؟ * قوات اليونيفيل تقف بين لبنان وإسرائيل... هل لها قوة؟