أكد رئيس جمهورية زيمبابوي، إيمرسون منانغاغوا، في رسالة إلى ابراهيم غالي، رئيس جبهة البوليساريو، دعم بلاده الثابت للأقاليم الصحراوية، وحق شعبها في تقرير المصير، مبرزا تضامنها الطويل الأمد في المنابر الاقليمية والدولية.
ومن غير المستغرب أن يصدر هذا الموقف العدائي من الرئيس الزيمبابوي تجاه المصالح العليا للمغرب، على اعتبار أن دعم زيمبابوي للطرح الانفصالي يرجع إلى سنوات.
وللوقوف أكثر على هذا الموقف المتوقع مسبقا، لابد من استحضار حجم الضغط الذي تمارسه دولة جنوب إفريقيا على معظم الدول الإقليمية المجاورة لها، وهو ما يطرح فرضية ما إن كان الموقف في حد ذاته مبنيا على اقتناع حقيقي بالمشروع الانفصالي، أم أنه قرار مرتجل وعاطفي مرتبط بمجاملة وترضية الرؤى الانفصالية للجبهة؟
في هذا الصدد، قال حسن بلوان، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن الموقف الجديد القديم للجمهورية الزيمبابوية يبقى هامشيا ولا وزن له، بحكم التأثير الإقليمي والقاري المحدود لهذه الدولة الفقيرة، رغم الغنى الطبيعي والبشري والبيئي الذي تزخر به.
ورغم هامشية هذا القرار المجاني الذي أفصح عنه الرئيس الزيمبابوي، شدد بلوان في تصريح ل"الأيام24″، على ضرورة أن تبذل الدبلوماسية المغربية جهودا جديدة "لإخراج ما تبقى من الدول الإفريقية أقصى جنوب القارة من وطأة هيمنة جنوب إفريقيا، التي تستغل ضعف وفشل هذه الدول لتمرير مواقف مناوئة للوحدة الترابية المغربية".
ودعا المتحدث الدبلوماسية المغربية إلى الاشتغال على تقريب هذه الدول أكثر من مستجدات القضية الوطنية، والبحث عن مقاربات جديدة تنموية واقتصادية، لاخراجها من المواقف السلبية إلى الحياد الايجابي، أو تبني الطرح المغربي، مشيرا إلى ضرورة العمل أكثر على تحييد جنوب إفريقيا من تبني الموقف العدائي تجاه المملكة، وبالتالي انخراط جميع دول المنطقة جنوب القارة في موقف مماثل، من خلال البحث عن المصالح والمكاسب المشتركة، بحكم أن جنوب إفريقيا يعادي المغرب كمنافس اقتصادي، وسياسي، ودبلوماسي داخل القارة، أكثر من اقتناعها بمشروع انفصالي وهمي يشرف على نهايته بفعل الدينامية الدولية التي يعرفها الملف.
جدير بالذكر أن رئيس جمهورية زيمبابوي أكد، في رسالة موجهة لزعيم جبهة البوليساريو، عزيز غالي، عزمه "الحفاظ على التعاون الوثيق، والتزامه بتعزيز العلاقات التاريخية بينهما"، مجددا دعم زيمبابوي "غير المشروط" للجبهة الانفصالية.