انطلق الموسم الدراسي الجديد، في ظل تحديات وإشكالات متعددة، خاصة ما يتعلق بتوسيع ورش "مدارس الريادة" وتعويض مبادرة مليون محفظة بدعم مالي مباشر للأسر المستفيدة من الدعم الاجتماعي، ناهيك عن ما أثير بخصوص مشاركة الأساتذة في عملية الإحصاء، واستمرار إشكالية "الأقسام المشتركة" بالمجال القروي.
رئيس الكونفدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، سعيد كشاني، قال إن الدخول المدرسي الجديد يعرف بعض الخصوصية نظرا للتحديات والأهداف التي تم تسطيرها خلال هذه السنة، خاصة ما يتعلق بالمدارس الرائدة التي تم توسيعها لتشمل لأول مرة المستوى الإعدادي.
وأضاف كشاني، في تصريح ل"الأيام 24″، أنه كان الأولى أن يتم توسيع التجربة على المستوى الابتدائي قبل الانتقال إلى المستوى الإعدادي، مستدركا: لكن على كل حال، فالتجربة بيّنت أنها أعطت نتائج طيبة ولا بأس بها رغم بعض النقائص التي ينبغي تداركها.
وسجل أن هناك إيجابيات مهمة لهذا المشروع ذلك أنه يستهدف بعض التلاميذ الذين يكون مستواهم ضعيفا، ويتم العمل على إعطائهم بعض دروس الدعم مع قرنائهم الذين هم في نفس مستواهم، مستدركا: لكن "مدارس الريادة" رغم ذلك تبقى مشروعا محدودا يهم نسبة ضئيلة من المؤسسات التعليمية.
وبشكل عام، يؤكد كشاني، فإن هذه التجربة يتم تطبيقها في عدد من الدول وليس فقط في المغرب، معربا عن أمله في أن تعطي نتائج جيدة وأن تُخرج تعليمنا من الضعف الذي يعيش في ظله لسنوات عديدة.
ولفت كشاني، إلى أن من بين مستجدات الدخول المدرسي الجديد، هو التغيير الذي طرأ على مستوى الأدوات المدرسية، إذ بعد أن كان يتم الاشتغال بمبادرة "مليون محفظة" تم المرور إلى الدعم المباشر للأسر.
وزاد أن الجديد هو أن هذا الدعم لا يستفيد منه جميع من كانوا يستفيدون من مبادرة مليون محفظة، نظرا لكون الدعم المباشر يخضع لعدة مؤشرات، مشيرا إلى وجود بعض الأسر الضعيفة التي لا تستفيد من الدعم المباشر وبالتالي لا تستفيد من الدعم الخاص بشراء الأدوات المدرسية، وهو ما قد يشكل صعوبة لها خاصة في ظل موجة الغلاء التي تجتاح البلاد.
وبخصوص موضوع مشاركة الأساتذة في عملية الإحصاء، اعتبر كشاني، أن عدد الأساتذة الذين شاركوا في الإحصاء لا يشكل نسبة كبيرة مقارنة بعدد الأساتذة الممارسين، مشيرا إلى أنه يمكن أن تشهد السنة الأولى والثانية من التعليم الابتدائي بعض التعثر الذي ينبغي للمديريات الإقليمية للتعليم أن تجد حلا له.
وفي موضوع أخر، نبه كشاني، إلى استمرار إشكالية "الأقسام المشتركة" في المجال القروي حيث يتم تجميع مستويات مختلفة في قسم واحد، مما يؤدي إلى عدم توفير الحصة بشكل كاف لتلاميذ المجال القروي مقارنة بقرنائهم بالمجال الحضري، مشددا على ضرورة العمل على تجاوز هذا الإشكال.
وخلص كشاني، إلى ضرورة تعزيز الأجواء العامة الإيجابية داخل المدرسة حتى لا يتكرر ما وقع في السنة الماضية، في إشارة إلى الإضرابات التي شهدتها المدرسة العمومية طيلة 3 أشهر، مؤكدا أنه يمكن التغلب على العديد من الإشكالات التي تواجه المدرسة العمومية بالتعاون بين مختلف المتدخلين في العملية التعليمية.