"يتعذر الاتصال بمخاطبكم الآن.. المرجو الاتصال لاحقا".. عبارة لمجيب الهاتف الآلي التقطتها مسامعنا في محاولة منا استقاء شهادة أم فقدت فلذة كبدها بعد قصة ممزوجة بالألم واستغلال براءة الطفولة. لم تكن طفلتها تظن أنّ نهايتها ستكون مأساوية بطريقة لم تكن في الحسبان.. هي لم تتجاوز 14 سنة، شاءت الظروف أن تحرم من طفولتها بالعمل بإحدى الدواوير المحسوبة ترابيا على إقليمسيدي سليمان إلى أن انتهت في كفن تحت التراب، فكيف خطّ القدر آخر صفحة في حياتها؟.
الضحية التي كانت تعمل قيد حياتها عاملة زراعية بإحدى الضيعات الفلاحية بسيدي سليمان، لفظت أنفاسها الأخيرة في الرابع والعشرين من الشهر المنصرم بالمستشفى بمدينة القنيطرة بعد أربع ساعات من الانتظار من طرف أم كانت تمنّي النفس بأن تعود بابنتها حية ترزق بعدما تناولت سم الفئران.
فهل عجّل الانتظار بالمستشفى ودون تدخل في وفاة الطفلة؟ بعد أن نقلتها أمها من المستشفى الإقليميبسيدي سليمان إلى القنيطرة إلى أن خمدت أنفاسها بعد تخوفها من افتضاح سرّها نتيجة علاقة محرّمة نُسجت خيوطها في السرّ بعيدا عن أعين أسرتها الصغيرة.
مخالب المعتدي، تربّصت بالطفلة الضحية بالضيعة الفلاحية التي كانت تعمل بها ولم يكن سوى شاب متزوج جمعهما العمل معا قبل أن تجمعهما علاقة جنسية نجم عنها استغلال جنسي قبل أن يعرّي تقرير الطب الشرعي، المستور ويكشف عن افتضاض بكرتها من مدة لتقطع الأم الشك باليقين وتقف عند سبب إقدام ابنتها على الانتحار بتناول مادة سامة.
قبل يوم واحد على وفاة الطفلة، تسلّل خبر علاقتها إلى الجدران إلى أن بلغ إخوتها فما كان منهم غير استعمال لغة العنف وتبادل الضرب مع مقترف الفعل الجرمي الذي لم يتردد في طرق باب الدرك الملكي لوضع شكاية مرفوقة بشهادة طبية.
خطوة، حرّكت غضب الأم فحملت ابنتها إلى سرية الدرك لفضح المستور والكشف عن علاقة الشاب بابنتها عبر دلائل دامغة تضمنها الهاتف النقال قبل أن تنهي الطفلة حياتها وتدخل القضية أولى خطواتها بمحكمة القنيطرة.