عادت حركة "مغرب البيئة 2050" لتدق ناقوس الخطر بشأن استمرار ظاهرة الغرس العشوائي للنخيل التي انتشرت في الآونة الأخيرة بشكل واسع في المدن المغربية، داعية إلى تعويض النخلة بأنواع أخرى من الأشجار من أجل توفير الأوكسجين والظل والجمالية، بما يوازي حجم إنتاج الغازات الدفيئة التي ينتجها المغرب والتي تتسبب في تداعيات صحية وخيمة على قاطنيه.
ويستعد "حماة البيئة" لتنظيم أول "وقفة من أجل الشجرة" في العاشر من غشت الجاري، أمام مبنى البرلمن بالعاصمة الرباط، وذلك في إطار الحملة الوطنية التي أطلقتها حركة "مغرب البيئة 2025" قبل أزيد من 3 سنوات تحت اسم "وقفوا النخل.. غرسوا الشجر".
وانتقدت سليمة بلمقدم رئيسة الحركة، الاستثناء الذي أصبح قاعدة بحواضر المملكة ومناطقها الخضراء، وهو غرس أشجار النخيل خارج مجالها البيئي، على اعتبار أنها "زراعة دخيلة لا يمكنها التكيف مع الظروف المناخية للمدن، خاصة منها الساحلية"، مشددة ضمن تصريح ل"الأيام 24" على أن "النخل الرومي يشكل انتهاكا للهوية والذاكرة المنظرية للمجال الترابي".
وفي تعدادها لسلبيات النخل، أوضحت المهندسة بلمقدم أنه بالإضافة إلى ثمنه الباهض الذي يكلف ميزانيات الجماعات مقدرات مالية مهمة، من الأجدر أن يتم صرفها في أوجه أخرى، فهو لا يمد الشوارع بالظل الكافي، كما أنه لا يؤدي نفس الخدمات الإيكولوجية للشجر، كامتصاص ثاني أوكسيد الكربون وتطهير الجو وإنتاج الأكسجين، وتثبيت الغبار وتلطيف الرطوبة وقساوة المناخ، والحماية من الفياضانات وتثبيت التربة ومنع الانجراف.
وأضافت بلمقدم أن غرس النخل في غير مجاله يكسر منظومة التنوع البيولوجي، مشددة على وجوب تدخل المسؤولين لوقف هذه الممارسة المخلة بترابنا وبتراثنا الحضري والحضاري والتي تنعكس سلبا أيضا على الصحة النفسية للأفراد والأمن المجتمعي.
يذكر أن المغرب يحتل المرتبة الثانية من حيث التنوع البيولوجي على مستوى المتوسط، وهي خصوصية متفردة، تقول عنها "حركة بيئة 2050" "تستحق الاهتمام العالي، والحرص الشديد على ثرواتنا الطبيعية ذات الطابع الهش"، لافتة إلى أنه "لا يمكن التعامل مع المغرب في تهيئته الترابية ببساطة وعبث وإهمال وتماطل، ولا يمكن تصنيفه موطنا للنخيل على جل ترابه".