دلالات عدة يكتسيها طابع تنظيم المملكة المغربية مناورات "الرعد الغامض" بشكل مشترك مع ألمانيا، التي من المنتظر أن تنطلق فعالياتها اليوم الإثنين، بمشاركة حوالي 300 جندي من مختلف الجنسيات الأمريكية والمغربية والألمانية، وفق بيانات عسكرية صادرة عن الدول المشاركة.
ويرى مراقبون أمنيون ومهتمون بالشأن الاستراتيجي، أن تنظيم المغرب لهذه المناورة العسكرية متعددة الجنسيات بعد تنظيم مناورات "الأسد الإفريقي"، يعكس الالتزام التام للمملكة بشراكاتها الاستراتيجية مع حلفائها الأوروبيين والأمريكيين، لضمان أمن المنطقة الإقليمية والدولية، وتوسيع رقعة السلام بين الدول، إضافة إلى تبادل الخبرات والتجارب في مختلف المجالات العسكرية المتطورة.
وتشكل هذه المناورة العسكرية فرصة للمغرب والدول المشاركة على تكثيف التداريب والمجهودات العسكرية للوقوف على جاهزية الجيوش لمواجهة كافة التحديات التي تفرضها المنطقة الأورو إفريقية، وعدم الاستقرار السياسي والعسكري في دول الشمال والساحل الإفريقي. إذ تعكس هذه المناسبة ثقة دول الغرب في قدرات القوات المسلحة الملكية ومدى قدرتها على التعامل مع الحروب التكنولوجية المستقبلية.
وفي هذا السياق، قال هشام معتضد، الباحث في الشؤون السياسية والاستراتيجية، إن "احتضان المغرب لمناورات "Arcane Thunder 24" يأتي في سياق استراتيجي ذي أهمية كبيرة على عدة مستويات.
وأبرز معتضد، في تصريح ل"الأيام 24″، أنه من منظور استراتيجي سياسي، فإن مشاركة المغرب في مناورات عسكرية متعددة الأطراف بقيادة الولاياتالمتحدة تعزز مكانته كحليف استراتيجي موثوق به في المنطقة"، مضيفا أن "مثل هذه التدريبات العسكرية تعكس الثقة التي يوليها الشركاء الغربيون للمغرب، مما يعزز دوره كمحور استراتيجي في شمال إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط".
واعتبر أن "المناورات المشتركة مع الدول الحليفة مثل الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدةوألمانيا تعكس علاقات التعاون الوثيقة بين المغرب وهذه الدول"، مشيرا إلى أن "هذا النوع من التعاون يساهم في تعزيز العلاقات الدفاعية والأمنية وتطويرها بشكل مستمر، مما يساهم في بناء تحالفات قوية ومستدامة".
وتابع المتحدث عينه أنه "أيضًا، من خلال استضافة هذه المناورات، يتمكن المغرب من الاستفادة من تبادل الخبرات والمعرفة التكنولوجية المتقدمة في مجال الحرب الإلكترونية والدفاع متعدد الأبعاد"، مبينا أن "هذا الأمر يعزز من قدراته الدفاعية ويتيح له الاطلاع على أحدث التقنيات والممارسات في العمليات العسكرية الحديثة".
وأشار الخبير الاستراتيجي إلى أن "مشاركة المغرب في مناورات تهدف إلى تعزيز التعاون العسكري وتنسيق الجهود بين الدول الشريكة يسهم في تعزيز الاستقرار الإقليمي"، مبرزا أن "هذه المناورات تمثل رسالة قوية إلى الفاعلين الدوليين بأن المغرب يلعب دورا نشطا في الحفاظ على الأمن الإقليمي والدولي، مما يزيد من نفوذه وتأثيره في القضايا الأمنية على الصعيد العالمي".
"إقامة هذه المناورات في المغرب لأول مرة تعكس التزام البلاد بالشراكات الاستراتيجية مع الولاياتالمتحدة وحلفائها، وهذا يعزز من مكانة المغرب كحليف استراتيجي يعتمد عليه في المبادرات الأمنية الدولية، ويؤكد على استمرارية التعاون الوثيق في المستقبل"، يؤكد المتحدث ذاته.
ولفت إلى أنه "عملياتيًا، المناورات توفر فرصة لتقييم جاهزية القوات المسلحة المغربية وتطوير استراتيجياتها وتكتيكاتها بما يتماشى مع المعايير الدولية"، مشددا على أن "هذا يعزز من قدرة المغرب على التعامل مع التهديدات المتغيرة في البيئات المتعددة الأبعاد".
وخلص معتضد حديثه قائلا: "لذلك يمكن القول أن استضافة المغرب لمناورات "Arcand Thunder 24″ تعكس مكانته البارزة في الخريطة العسكرية العالمية وتؤكد الثقة التي يحظى بها من طرف شركائه في أمريكا وأوروبا، مما يعزز من دوره كفاعل رئيسي في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي".