REUTERS/Zohra Bensemraصورة أرشيفية لنساء، نزحن من إقليم دارفور باتجاه الحدود التشادية، يقفن في طابور من أجل الحصول على طعام أعلنت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسيف) انتشار المجاعة في مخيم زمزم للنازحين بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور. ويعني إعلان المجاعة هذا، أن مستوى انعدام الأمن الغذائي وصل إلى المرحلة الخامسة وهي المرحلة الأخطر التي تصنف بالكارثية، وفقاً للمعايير التي وضعتها الأممالمتحدة. وقد تم هذا الإعلان استناداً على تقرير "لجنة مراجعة المجاعة" التابعة للأمم المتحدة، وهي الجهة الوحيدة المخول لها بالتحقق من شروط المجاعة والإعلان عنها. * الأممالمتحدة تحذر من أن الملايين باتوا على حافة المجاعة في السودان * الجوع يدفع سكان دارفور في السودان إلى أكل الجراد وقال محمد جمال الدين المنسق الإعلامي لبرنامج الغذاء العالمي في السودان لبي بي سي، إن مخيم زمزم للنازحين "هو المخيم الوحيد الذي تمكنا من إعلان المجاعة فيه". وحذر جمال من أنه هناك احتمالية كبيرة لإعلان المجاعة في 13 منطقة أخرى في السودان، ما لم تصل المساعدات إليها، من بينها الخرطوم والجزيرة وكردفان وجميع ولايات إقليم دارفور، وكلها مناطق "تعيش ظروفاً أشبه بالمجاعة". وينقسم إقليم دارفور إلى خمس ولايات وهي ولاية جنوب دارفور وشمال دارفور وشرق دارفور وغرب دارفور ووسط دارفور. وتعلن الأممالمتحدة المجاعة، بناء على تقارير خمسة خبراء معترف بهم عالمياً في مجالات التغذية والصحة والأمن الغذائي. كما قال آدم رجال الناطق الرسمي باسم التنسيقية العامة للنازحين في إقليم دارفور لبي بي سي، إن كل مخيمات الإقليم تشهد مستويات عالية من الجوع كتلك التي يعيشها مخيم زمزم، لكن "هذا المخيم فيه منظمات إنسانية ودولية ترصد الوضع هناك". وقد رصدت "لجنة مراجعة المجاعة" تفشي المجاعة داخل المخيم وفقاً لشروط ومعايير حددتها مسبقاً وهي "معاناة 30 في المئة من الأطفال من الهزال وتضرر 20 في المئة من البالغين من الجوع الشديد"، وفقاً لمحمد جمال الدين المسؤول الإعلامي لبرنامج الغذاء العالمي. ووفقاً لتنسيقية النازحين في إقليم دارفور،" يتوفى يومياً متوسط ما بين 20 الي 25 شخصاً في مخيمات النزوح في الإقليم... بسبب سوء التغذية الحاد وشُح الغذاء وعدم توفر الأدوية". * ما هو تعريف المجاعة ؟ متى يتم إعلانها ولماذا غزة والسودان في خطر ؟ فرار من جحيم الحرب وتشهد أجزاء من مدنية الفاشر، حيث يقع مخيم زمزم قصفاً متبادلاً بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، الأمر الذي دفع الكثير من سكان المناطق التي تعرضت للقصف إلى الهروب لمناطق آمنة داخل المدينة حيث يقع المخيم. و"قبل الحرب كان يسكن المخيم حوالي 250 ألف شخص، ولكن يسكنه الآن ما يقرب من 500 ألف شخص نزحوا بسبب الحرب"، وفقاً لآدم رجال من تنسيقية النازحين. وقد تسببت موجات النزوح هذه في الضغط على موارد مخيم زمزم ، كما أن معظم الفارين من جحيم الحرب يصلون إلى المخيم، في ظروف إنسانية متردية، ما فاقم المعاناة الإنسانية. وقال نصر يوسف رجب جمعة، عضو لجنة الطوارئ بمخيم زمزم، لبي بي سي إن النازحين الفارين يصلون المخيم وهم "حفاة"، وقد توفي بعضهم فور وصولهم إلى المخيم بسبب الجوع. وواصل " توفي طفل رضيع لم يتجاوز عمره سبعة أشهر بسبب الجوع على الرغم من محاولات متكررة لتقديم الإسعافات الأولية له... كما توفيت سيدة حامل في شهرها الرابع كانت قد فرت إلى المخيم من جحيم الحرب". "مجاعات متوالية" وناشد محمد جمال الدين المسؤول الإعلامي ببرنامج الغذاء العالمي في السودان أطراف النزاع إلى تغليب صوت العقل وتسهيل إيصال المساعدات عبر المعابر، وإلا "فستكون هناك مجاعات متوالية" وسيصبح الوضع "كارثياً". ولم يتمكن برنامج الغذاء العالمي من إدخال المساعدات الإنسانية إلى مخيم زمزم للنازحين منذ شهر أبريل/ نيسان الماضي، بعدما اشتد الحصار على مدينة الفاشر التي يقع فيها المخيم. وظلت المدينة تحت الحصار من قبل قوات الدعم السريع منذ اندلاع القتال بينها وبين الجيش قبل أكثر من عام. وهناك طريقان لوصول المساعدات إلى الفاشر وهما معبر الطينة الحدودي بين تشاد والسودان ومعبر أدري. لكن الطريق التي تؤدي إلى معبر الطينة غير قابلة للعبور بسبب موسم الأمطار الحالي الذي يشهده إقليم دارفور، ويقول جمال الدين إن "برنامج الغذاء العالمي لديه الكثير من القوافل، لكنها لا تستطيع الوصول عبر هذا المعبر". ويضيف: "كما أن معبر أدري مغلق من قبل الحكومة السودانية، وغير مسموح لنا باستخدامه.... وقد تلقينا وعوداً من الحكومة لتسهيل وصول المساعدات إلى المناطق المتضررة"، مضيفاً أن البرنامج على تواصل مع جميع أطراف النزاع في السودان. وتقول الأممالمتحدة إن هذه المرة الثالثة فقط التي تُعلن فيها المجاعة منذ إنشاء نظام المراقبة الذي أطلقته منذ 20 عاماً. في 26 يوليو/تموز الماضي، شكك وزير الزراعة السوداني أبو بكر البشري في بيانات الأممالمتحدة التي أشارت حينها إلى معاناة 755 ألف شخص من الجوع الكارثي، ونفى وجود مجاعة في البلاد. وقال البشري في مؤتمر صحفي بمدينة بورتسودان، التي أتخذها الجيش عاصمة إدارية مؤقتة، إن عدد المتضررين ليس كبيراً مقارنة بإجمالي السكان الذي يبلغ حوالي 50 مليون نسمة. وبعد إعلان المجاعة رسمياً في مخيم زمزم للنازحين، تواصلت بي بي سي مع زير الزراعة السوداني أبو بكر البشري للتعليق لكنها لم تتلقَ رداً حتى كتابة هذا التقرير. * حرب السودان: تحذيرات من كارثة وشيكة في مدينة الفاشر المحاصرة * الجوع والموت يفتكان بالأطفال في إقليم دارفور السوداني * ما هو تعريف المجاعة ؟ متى يتم إعلانها ولماذا غزة والسودان في خطر ؟