في محاولة يائسة لزعيم "حزب الله"، يعمل حسن عبد الكريم نصر الله تبخيس وتجاهل المجهودات الإنسانية للمملكة المغربية في قطاع غزة ولو بطريقة غير مباشرة، بعدما أعلن مساء أمس الثلاثاء عن "عدم دخول المساعدات الإنسانية لغزة منذ أسابيع"، علما أن الملك محمد السادس، بصفته رئيسا لجنة القدس، أعطى تعليماته السامية لإطلاق عملية إنسانية تهم توجيه مساعدات طبية إلى السكان الفلسطينيين بغزة، في أواخر يونيو المنصرم. ويدخل تغاضي الزعيم اللبناني في حديثه عن معاناة الشعب الفلسطيني داخل القطاع عن المبادرات الإنسانية التي تقوم بها المملكة المغربية داخل غزة ونواحيها، حسب محليلين "في إطار التضليل الذي تقوم بها مخابرات الحرس الثوري وأدواتها الإقليمية لترسيخ صورة نمطية تفيد بتخلي المملكة المغربية عن دورها التاريخي في دعم القضايا العادلة في الملف الفلسطيني".
وفي هذا الصدد، قال عبد السلام شادي البراق، المحلل السياسي إن "النظام الإيراني من خلال أدواته الإقليمية كميليشيا حزب الله لازال مصرا على إستهداف النموذج المغربي المتفرد في دعم القضايا الإنسانية وفق مقاربة رصينة ومتوازنة بعيدا عن اللطميات الفكرية والبكائيات النضالية والمزايدات الإيديولوجية من خلال ترويج الاكاذيب حول الوضع الإنساني الحرج في غزة ومن خلال العمل على إستخدام المأساة الإنسانية في قطاع عزة لتحقيق أجندات إقليمية في إطار حرب الوكالة بين إسرائيل وإيران".
وأضاف البراق، في تصريح ل"الأيام 24″، أن "المبادرات الأخيرة للمملكة المغربية لدعم سكان قطاع غزة وإرسال المساعدات الغذائية والطبية بشكل مستعجل من أجل مساندة المتضررين من الوضع المأساوي للشعب الفلسطيني في غزة تترجم المواقف المبدئية والتاريخية المغربية إتجاه كل القضايا العادلة في العالم ومن بينها القضية الفلسطينية".
وأشار المحلل السياسي إلى أن "المبادرات الإنسانية والسياسية الأخيرة للمملكة المغربية تقطع الطريق أمام مروجي الفكر العدمي التيئيسي داخل الوطن وخارجه وباقي الدوائر الإقليمية والدولية التي تستخدم الدم الفلسطيني المسفوك في غزة كوقود لتحقيق مصالح سياسوية ضيقة".
وزاد: "المملكة المغربية تتحمل مسؤوليتها التاريخية اتجاه القضية الفلسطينية إعتمادا على منطلقات رئيسية يؤطرها الموقف المغربي الثابت من الحق المشروع للشعب الفلسطيني في دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية ورئاسة جلالة الملك محمد السادس لجنة القدس بإعتبارها آلية إسلامية تقوم بدور محوري في الحفاظ على المقدسات الدينية في القدس الشريف".
وأوضح أيضا أن "المبادرات الأخيرة تترجم حرص الفاعل المؤسساتي في المغرب على إنسجام مواقفه السياسية والديبلوماسية مع المبادئ الدولية لحقوق الإنسان بعيدا عن المقاربات الجيوسياسية المتجاوزة والمصالح السياسية الضيقة".
واعتبر شادي أن "الموقف المغربي الداعي بشكل واضح لوقف الأعمال العدائية في قطاع غزة يترجم العمل الرائد الذي تضطلع به الجهود الديبلوماسية المغربية وفق التوجيهات الملكية السامية حيث تُمَوْقِعُ المغرب كقوة إقليمية فاعلة في محيطها الإقليمي والإسلامي وتؤكد على إستعدادها اللامشروط لإستثمار حضورها المتميز وشبكة علاقاتها في تعزيز فرص السلام والأمن".
"المغرب من خلال عمله السابق على بناء علاقات مع كل الأطراف وفق قواعد ديبلوماسية واضحة أظهر أنه بإمكانه لعب أدوار طلائعية وفاعلة في سبيل إنجاح فرص السلام في الشرق الأوسط بسبب العديد من العوامل أهمها المصداقية والمسؤولية والوضوح التي تميز الديبلوماسية المغريية كما أن الحضور الدائم للمغرب في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي من خلال ترؤس جلالة الملك محمد السادس لجنة القدس التي تترجم حرص جلالته على حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية واليهودية في القدس الشريف والأراضي الفلسطينية، تعتبر حلقة وصل بين المساعي السياسية التي يقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والعمل الميداني الذي تقوم به وكالة بيت مال القدس الشريف، تحت الإشراف الشخصي والفعلي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله"، يضيف المتحدث.
ولفت أيضا إلى أن "المواقف المغربية منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر إلى اليوم والتي تضمنتها العديد من البلاغات التي دبجتها الخارجية المغربية تعكس رؤية سياسية واضحة للمملكة إزاء هذا الملف بعيدا عن المزايدات السياسوية المتجاوزة والخطاب الإعلامي التعبوي إذ عبرت المملكة في أكثر من مناسبة على إدانتها الشديدة للأعمال العدائية التي تستهدف المدنيين وعمليات التهجير القسري وغيرها من الفظائع التي أرتكبتها آلة الحرب الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر وتترجم حرص الفاعل المؤسساتي في المغرب على إنسجام مواقفه السياسية والديبلوماسية مع المبادئ الدولية لحقوق الإنسان بعيدا عن المقاربات الجيوسياسية المتجاوزة والمصالح السياسية الضيقة".
وأكد الخبير في تدبير الأزمات أن "المملكة المغربية تتحمل مسؤوليتها التاريخية إتجاه القضية الفلسطينية إعتمادا على منطلقات رئيسية يؤطرها الموقف المغربي الثابت من الحق المشروع للشعب الفلسطيني في دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية ورئاسة جلالة الملك محمد السادس لجنة القدس بإعتبارها آلية إسلامية تقوم بدور محوري في الحفاظ على المقدسات الدينية في القدس الشريف".
وخلص البراق حديثه قائلا: "مواقف المملكة المغربية واضحة وصريحة في أن أي تسوية إقليمية تخص الشرق الأوسط تمر أساسا من خلال الحفاظ على الحقوق الفلسطينية الغير قابلة للتصرف المتمثلة في دولة مستقة بعاصمتها القدس الشريف وباقي الحقوق التي تؤطرها القرارات الأممية في ذات الشأن".