عاد الشد والجذب مجددا، بين عزيز أخنوش رئيس التجمع الوطني للأحرار وعبد الإله ابن كيران الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، إلى الواجهة بعد الخرجة الأخيرة في مؤتمر شبيبة البيجيدي، التي قصف من خلالها ابن كيران، وزير الفلاحة في حكومة سعد الدين العثماني. وفي الوقت الذي كان ينتظر فيه أن يتم الإعلان عن موعد توقيع ميثاق الأغلبية، أشعل كلام ابن كيران خلال المؤتمر الوطني لشبيبة العدالة والتنمية حربا باردة اندلعت بين زعماء الأحزاب المكونة للحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية، حيث سخر رئيس الحكومة السابق مما قاله أخنوش بخصوص ترقب فوز حزب في انتخابات 2021، مطالبا إياه بأن يريه "الشوافة" التي تنبأت بذلك، وهو الأمر الذي لم يعجب كثيرا رئيس التجمعيين والكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي الذي ناله نصيب من هجومة ابن كيران على حزبه الذي تم إقحامه"بزز" داخل الإئتلاف الحكومي وفق تعبيره.
رشيد لزرق المختص في الشؤون الحزبية والبرلمانية قال في حديث ل"الأيام24"، بأن المغرب يمر بمنعطف مفصلي، مبرزا بأن هذه الأزمات كان يفترض فيها، أن تولد الوعي بحساسية المرحلة و التي تفترض مقاربة الأمور بروح وطنية بعيد عن النزاعات المصلحية الضيقة،وذلك بهدف توحيد الطاقات وتجاوز الخلافات، لمواجهة المخاطر الذي يفرضها السياق الدولي و الإقليمي.
وأوضح المحلل السياسي، بأن ما تشهده الأغلبية الحكومية، التي تجمع ستة أحزاب، كان يفترض فيها من خلال ما تتوفر عليه من أغلبية برلمانية مريحة، أن تتجه إلى تحقيق فاعلية الحكومة لكن المناكفات التي يعرفها البرلمان بين مختلف فرق الأغلبية الحكومية تولد الانطباع بأن القيادات السياسية تخلت عن القضايا الكبرى إلى نزوات الشخصية الحزبية وإيديولوجية صُغرى، مؤكدا بأنهم " دخلوا في منطق تسجيل الأهداف على بعضهم البعض و إظهار النوازع الحزبية والنرجسية الذاتية والنكاية المَرضية".
وأضاف المتحدث، أن العدالة والتنمية التي تفتخر بكونها القوة الانتخابية الأولى كان يفترض فيها الحس الوطني، وأن تتجه إلى اعتبار مصلحة الوطن أولا، لكون الوطنية فعلا سياسي وتجرد عن النزوات الشخصية مهما كان هذا الشخص، لأن رجال دولة هم الذين يتحملون المسؤولية الوطنية و تجدهم الأحرص في مثل هذه المراحل عل تحمل المسؤولية الوطنية و الحرص على الانسجام الحكومي عوض الدخول في مشهد العراك الإيديولوجي.