تشتغل المملكة المغربية على قدم وساق لانتهاء أشغال الطريق السريع بين "تزنيت – الداخلة"، والذي من المنتظر انجازه في السنة الحالية، حيث يعد هذا الخط الجديد، ورقة من أوراق ازدهار العلاقات الثنائية بين الرباط ونواكشوط على المستوى الاقتصادي وباقي بلدان غرب إفريقيا، إذ سيتم ربط هذا المسار الطرقي بمعبر الكراكرات الحدودي مع موريتانيا.
ووفق تقرير صادر عن صحيفة "Menfn" الاقتصادية المهتمة بشؤون العالم والشرق الأوسط، أول أمس الثلاثاء، فإن الكلفة المالية الإجمالية لمشروع الربط الطرقي بين تزنيتوالداخلة تصل إلى 9 ملايير درهم، حيث سيعزز هذا المشروع "التنمية الاقتصادية" بين مدن المملكة المغربية وأيضا بين موريتانيا ودول غرب القارة.
هذا الخط الطرقي الجديد الذي سيمتد على طول 1055 كيلومتر، يعمل على ربط القارة الإفريقية والأوروبية، وتعزيز البنيات التحتية للمغرب من أجل تنزيل سليم للتظاهرات التي تتنظرها المملكة المغربية وأيضا وضع أرضية مناسبة للمبادرة الملكية الأطلسية التي تخدم مصالح بلدان الساحل الإفريقي.
وفي تعليقه على الأهمية الإستراتيجية لهذا الطريق السريع، قال بدر الزاهر الأزرق، الأستاذ الجامعي والخبير الاقتصادي، إن "المملكة المغربية انخرطت في السنوات الأخيرة في مشاريع كبرى من أجل تأهيل بنياتها التحتية والخروج من سياسة المحاور الاقتصادية، التي تركز على معظم البنيات والاستثمارات العمومية في محاور معلومة ممتدة على الواجهة الأطلسية خاصة المحور الممتد بين طنجة والدار البيضاء".
وأضاف الأزرق، في تصريح ل"الأيام 24″، أنه "للخروج عن هذه المحاور، نجد عملا كبيرا على مستوى تشييد خطوط جديدة للطرق السيارة والمطارات الدولية والموانئ وغيرها، حيث يوجد حاليا طريق سيار بين مراكشوأكادير في طور الإنجاز وأيضا خط تزنيتوالداخلة".
وأوضح أن "المملكة المغربية تعمل على ربط المدن المغربية ببعضها، وأيضا بين المدن والقرى النائية"، مشيرا إلى أن "من أهم المشاريع كما ذكرنا سابقا ربط بين تزنيتوالداخلة وربطها بمنطقة الكركرات، حيث من المنتظر أن تشهد طفرة جديدة في العلاقات الاقتصادية بين الرباط ونواكشوط".
وأبرز الخبير الاقتصادي، أن "هناك مشروع آخر كبير متعلق بميناء الداخلة وأيضا تشييد مجموعة من الخطوط السككية، إضافة إلى قطار فائق السرعة بمدينة أكادير وهذا ما يؤكد على أن المملكة المغربية عازمة على خلق ثورة في مجال البنيات التحتية".
وخلص الأزرق، إلى أن "التراب الوطني المغربي سيصبح منصة اقتصادية لاستقبال مجموعة من المشاريع المتعلقة بصناعة السيارات والبطاريات وغيرها من الصناعات الموجهة إلى الأسواق الكبرى كالولايات المتحدةالأمريكية وأوروبا".