قال الحسين اليماني، القيادي بنقابة الكونفدرالية للديمقراطية للشغل، إن "نسبة المشاركة في مقاطعة امتحانات الطب، فاقت أزيد من 90 في المائة في كليات الطب والصيدلة بالمغرب"، مضيفا أن "مصالح وزارة الداخلية كانت شاهدة، على أن الانخراط في هذه الحركة الاحتجاجية، كان بمحض الإرادة الخالصة للطلبة وليس بضغط من أي جهة كانت". وأضاف اليماني، في تصريح ل"الأيام 24″، أنه "يمكن تسجيل يوم 26 يونيو 2024, بتاريخ هزيمة الوزراء الثلاث (الميراوي وبيتاس وايت الطالب)، وبأن هؤلاء الوزراء فشلوا، في إقناع الطالبات والطلبة، بالعودة للمدرجات وإنقاذ الموسم الدراسي من البياض وحماية كل مصالح الوطن المرتبطة بذلك".
وتابع أنه "عملا بالمبدأ الدستوري، في ربط المسؤولية بالمحاسبة، فإن الأمر يتطلب، إقالة أو استقالة، هؤلاء الوزراء، والشروع في استرجاع الثقة مع أطباء الغد والجلوس للحوار الهادئ والمسؤول، بقصد الحد من هدر الزمن الدراسي الطبي وتوفير شروط التكوين الكمي والنوعي، لأطباء مغرب تعميم التغطية الصحية والدولة الاجتماعية، حسب ما تزعمه الحكومة".
واعتبر اليماني، أن "النجاح الكبير لمقاطعة الطلبة لامتحانات اليوم، يُبين أنه يجب الكف عن خطاب شيطنة حراك طلبة الطب، والتعامل بالاحترام والتقدير الواجب لأطباء المستقبل، وتشجيع الشباب على الاقتراب وليس النفور من السياسة".
وأشار اليماني، إلى أنه "إن كانت الدولة بصفتها، صاحبة السيادة والسلطان، قررت وباعتبارات مصلحة البلاد، إصلاح النظام التعليمي الطبي، فما على القائمين على شؤون هذا الملف، سوى اعتماد لغة الاقناع والتواصل، حتى يقتنع الطالبات والطلبة بجدوى وأهمية هذا الإصلاح، وأما العنف والتهميش والتحقير، لن يزيد سوى في هدر مقدرات الوطن وتعطيل عجلة التنمية والنمو".
يذكر أنه في تنفيذ حقيقي لوعيدهم، هجر طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان كلياتهم صباح اليوم الأربعاء تزامنا مع انطلاق أول أيام الامتحانات الجامعية، والتي سبقها اجتماع عقدته وزارتا التعليم العالي والصحة مع اللجنة الوطنية لإنهاء الاحتقان المتفجر منذ أزيد من 6 أشهر، غير أن مخرجاته لم تقنع "أطباء الغد".
وتشير معطيات حصل عليها "الأيام 24" من مصادر طلابية إلى أن نسب مقاطعة الامتحانات تتراوح بين 90 و98 في المائة، بكافة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان على مستوى جهات المملكة، ما يعني نجاح هذه الخطوة الاحتجاجية في وقت كانت تلوح في الأفق بوادر انفراج في الملف، مع تراجع الطلبة عن التصعيد والالتزام بالتراجع عن توقيف ممثلي الطلبة الموقوفين وتأجيل عدد من الكليات للامتحانات التي كانت مبرمجة مطلع يونيو الجاري.
وقال مصدر من اللجنة الوطنية للطلبة إن هؤلاء "لم يكن أمامهم أي خيار آخر سوى المضي في مسلسلهم الاحتجاجي الذي سطروه رفضا للمقاربة التي اعتمدتها الحكومة في التعامل مع هذا الملف والوعود الزائفة التي أطلقتها لتبييض صورتها لدى الرأي العام".
ومقابل تخلفهم عن إجراء امتحاناتهم الفصلية، انخرط الطلبة في حملة وطنية أطلقوا عليها "مواجهة السياسات السلبية بالمواطنة الإيجابية"، إذ توجهوا صباح اليوم، فرادى وجماعات، إلى مراكز التبرع بالدم بمدنهم لمنح قطرات من دمهم في ظل النقص الحاد الذي تعرفه المملكة بخصوص هذه المادة الحيوية.
كما قصد "أطباء الغد" أيضا بعض الشواطئ والحدائق العمومية، وقاموا بتنظيفها، في مبادرة لإثبات حسهم المواطناتي، وتفنيد الصورة التي يروج لها عن طالب الطب بكونه يفتعل الأزمات. وفق تعبير عضو باللجنة الوطنية، تحدثت إليه "الأيام 24".
ويبدو أن سيناريو سنة بيضاء حاضر بقوة، بعد تشبث 25 ألف طالب بمقاطعة الامتحانات الربيعية والتداريب الاستشفائية، مقابل رفض الحكومة لتأجيلها والحفاظ على برمجتها ابتداء من الأربعاء 26 يونيو الجاري، مع تحديد دورتها الاستدراكية قبل متم شهر غشت وامتحانات الدورة الاستدراكية للفصل الأول في شتنبر.