الإغواء والدلال فن تتقنه الفتيات، غير أن هذه القضية تتعلق بإغواء من نوع آخر حين تقوم عصابة إجرامية، من ضمنها فتاتين سلاحهما الوحيد استمالة قلوب المارة، بإسقاط الضحايا في الفخ بسلبهم كل ما يملكون، سواء تعلق الأمر بمبالغ مالية أو هواتف نقالة. ولم يتم إيقاف الجانحين إلا بعد خطة محكمة نسج خيوطها كل من رئيس المنطقة الأمنية بسيدي البرنوصي بالدارالبيضاء وعناصر من الشرطة القضائية بعد القيام بمداهمة منزل هذه العصابة التي تتكون من خمسة أشخاص.
ومن المرتقب أن يتم تقديم المتورطين أمام وكيل الملك بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء من أجل النطق بالحكم في هذه القضية، بعد أن جمعت عناصر الشرطة القضائية بالدائرة الأمنية لسيدي البرنوصي كافة الأدلة وعملت على تتبع الملف من الألف إلى الياء للوصول إلى خيط رابط.
ولم تكن لغة الموقوفين تخرج في مجملها عن خانة الوعيد والتهديد واعتراض سبيل المارة وتخويفهم باستعمال الأسلحة البيضاء لكي يخضعوا لأوامرهم وكانت الشكايات المتواردة في هذا الجانب على المصالح الأمنية وحدها الكفيلة بإيقاع المعنيين في قبضة رجال الأمن ومن ثمة الاستماع إليهم بخصوص المنسوب إليهم، سواء ارتبط الأمر بالضرب أو الجرح أو السرقة تحت وطأة التهديد.
وقبل أن يسدل الستار على فصول واقعة روّعت المارة وخلقت الرعب في نفوسهم، كانت التحريات القضائية هي السلاح الوحيد الذي مكّن من الإيقاع بالمبحوث عنهم والتعرف إلى هويتهم بناء على أقوال الضحايا.