أحدثت مشاركة نساء ورجال التعليم في عملية الاحصاء لسنة 2024 انقسامات داخل الحقل التعليمي، بعدما أبدى بعضهم رغبته في المساهمة على اعتبار أن هذا "الأمر يعد واجبا وطنيا يتطلب تكاثف الجهود بين جميع موظفي الإدارة العمومية"، في حين رأى البعض الأخر أن "الوضعية الكارثية التي تعيشها الشغيلة التعليمية هي الدافع الوحيد لمشاركة أسرة التعليم في هذه العملية الاحصائية".
ولعل ما تحججت به الفئة التي ربطت مشاركة الأساتذة في عملية الاحصاء بالدواعي الاقتصادية الاجتماعية هو "مرور هذه العملية خلال العطلة الصيفية التي تعتبر فترة راحة لدى الأسرة التعليمية"، أما الطرف الثاني فأكد في إفاداته على أن هناك طائفة من رجال التعليم يحتجون بسبب اقصائهم من هذه المحطة التي تعتبر مهمة في مسار المملكة المغربية.
وفي هذا السياق، قال عبد الوهاب السحيمي، الفاعل التربوي، إنه "في نظري أن مشاركة رجال ونساء التعليم في عملية الاحصاء يعكس الوضعية الاقتصادية والاجتماعية المزرية، علما أنها تأتي خلال فترة الصيف وتسبقها فترة تكوين طويلة شيئا ما، لهذا فيمكن القول أن الأساتذة لم يستفيدوا من العطلة وهذا الأمر يطرح تساؤلات كثيرة".
وتابع السحيمي، في تصريح ل"الأيام 24″، أنه "لو كانت الأجور التي يتلقاها الأستاذ من طرف وزارة التربية الوطنية والتعليم كافية لا كان يتمتع بها في عطلته الصيفية، وبالتالي أن الظروف الاجتماعية والاقتصادية هي الدافع الرئيسي الذي يجبر الشغيلة التعليمية المشاركة في هذه العملية".
وأكد المتحدث عينه أن "5000 درهم غير كافية للإنفاق على الأسرة خلال هذه المرحلة، وهناك فئة عريضة من الأساتذة يصطدمون بمصاريف الكراء وفواتير الماء والكهرباء لذلك بات من الصعب على أغلب الأسر التعليمية قضاء عطلة الصيف في أماكن أخرى غير بيوتهم".
وأردف أيضا أن "المندوبية السامية للتخطيط تريد بإلحاح مشاركة نساء ورجال التعليم في هذه العملية الإحصائية، من أجل انجاحها علما أن أغلب العمليات التي مرت في السنوات الماضية كانت بمشاركة الأساتذة بنسب كبيرة".
من جهته، يرى الصادق الرغيوي، الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم، العضو في الفيدرالية الديمقراطية للشغل، أن "الاحصاء هو رغبة وطنية تسري على جميع أطياف المجتمع المغربي الذين يؤمنون بالديمقراطية والتقدم، وأن هذه العملية ضرورة وطنية مهمة يشارك فيها مختلف موظفي الإدارة العمومية".
وأوضح الرغيوي، في تصريح ل"الأيام 24″، أنه "من يقول أن الأساتذة وضعيتهم متدهورة فهو يعيشوا خارج الزمن، وأن الزيادات المالية التي تم تخصيصها لرجال ونساء التعليم خلال هذه السنة وأيضا السنة المقبلة غير مسبوقة في التاريخ".
وأشار القيادي النقابي إلى أن "وضعية الأساتذة هي وضعية مريحة وليست مثالية، وأن المشاركة في الاحصاء ليست إجبارية وإنما اختيارية، وأن هذه العملية يشارك فيها مختلف موظفي الإدارة العمومية".
وزاد: "هناك احتجاجات من طرف أساتذة مدارس الرائدة لاقصائهم من المشاركة في عملية الاحصاء، وبالتالي فإن هذه العملية فهي اختيارية ولا داعي للتأويل".