تفاعلا مع الحادث المأساوي المرتبط بانتحار التلميذة "ص.ح"، صباح أول أمس الإثنين بمدينة آسفي، بعد تحرير محضر غش في حقها، على هامش اجتيازها امتحان "البكالوريا"، أعرب الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، عن أسفه لحادث انتحار التلميذة. وقال بايتاس، في جوابه على سؤال بخصوص حادث انتحار التلميذة، خلال الندوة الصحفية التي أعقبت الاجتماع الأسبوعي لمجلس الحكومة، اليوم الأربعاء، "نتأسف لهذا الحادث"، مشيرا إلى حزمة الإجراءات التي اتخذتها الوزارة لضمان مرور الامتحان في ظروف جيدة.
وبعد أن أوضح أن وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، قامت بحزمة من الإجراءات، لكي تمر امتحانات البكالوريا في أحسن الظروف، أشار إلى أن الوزارة قدمت أرقاما في بلاغ بخصوص هذا الموضوع، معتبرا أن هذه الإجراءات تهم ما يخص الجانب التربوي والتنظيمي وكلها تصب في خانة أن يمر الامتحان في أجواء طبيعية.
هذا، وعاشت مدينة آسفي، زوال الاثنين المنصرم، على وقع عملية انتحار فتاة في مقتبل العمر، بعدما رمت نفسها من أعلى جرف أموني، بكورنيش المدينة.
وحسب ما نقلته تقارير محلية، فإنّ التلميذة التي أقدمت على الانتحار والتي تبلغ من العمر 17 سنة، كانت تدرس بثانوية الحسن الثاني بآسفي، وألقت بنفسها من أعلى الكورنيش، واضعة حدا لحياتها بعد ارتطامها بالصخور.
وأضافت التقارير أن أسباب الانتحار ترجع إلى طردها من قاعة الامتحانات الإشهادية الخاصة بشهادة البكالوريا، بعدما تم تحرير محضر غش في حقها من قبل لجنة المراقبة.
وفي المقابل، قدمت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بآسفي، روايتها حول الحادث المأساوي المتعلق بانتحار التلميذة "ص.ح"، بسبب تحرير محضر غش في حقها، على هامش اجتيازها امتحان "البكالوريا".
وأفادت المديرية الإقليمية للتعليم بأن الهالكة التي كانت مترشحة قيد حياتها في شعبة الآداب والعلوم الإنسانية، مسلك العلوم الإنسانية، شرعت في اجتياز امتحانات البكالوريا دورة يونيو 2024 بمركز الامتحان بالثانوية الإعدادية مولاي يوسف بالجماعة الترابية آسفي، وهي تلميذة كانت متمدرسة قيد حياتها بالثانوية التأهيلية ابن خلدون، ومستفيدة من القسم الداخلي بنفس المؤسسة.
وأوضحت المديرية في بلاغ، أنه "في اليوم الأول لامتحانات البكالوريا، وبعد استقبال التلميذة الهالكة في ظروف عادية كباقي زميلاتها وزملائها، والتأكد من هويتها، باشرت اجتياز مادة اللغة العربية ابتداء من الساعة الثامنة صباحا بشكل عادي"، مضيفة: "وفي إطار القيام بالمراقبة العادية لجميع قاعات الامتحان من طرف رئيس المركز والسيدة الملاحظة، وعلى الساعة العاشرة وعشرين دقيقة، تم ضبط حيازة التلميذة الهالكة لهاتف نقال داخل قاعة الامتحان".
وأكدت المديرية أنه، تم تحرير تقرير الغش من طرف المراقبين وفق المساطر المعمول بها قانونيا وتنظيميا في حق التلميذة المتوفية، كما هو الشأن بالنسبة لجميع الحالات التي تم ضبطها خلال نفس الفترة الصباحية، مشيرة إلى أنه بعد تحرير تقارير الغش، وبعد انتهاء نصف المدة الزمنية المخصصة للامتحان، غادر جميع التلاميذ الذين ضبطوا في حالة غش مركز الامتحان في ظروف عادية بمن فيهم التلميذة الهالكة.