تحت عنوان "استيقظوا! بعد هذه الانتخابات، أصبحت أوروبا في خطر مرة أخرى"، حذر مؤرخ بريطاني في مقال بصحيفة "الغارديان" من خطر صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا بعد الانتصارات الكبيرة التي حققتها هذا في انتخابات البرلمان الأوروبي.
وأكد تيموثي غارتون آش، وهو أستاذ الدراسات الأوروبية في جامعة أكسفورد، أن القارة الأوروبية تواجه من جديد "الفاشية والقومية والحرب"، مبينا أن "أوروبا التي احتفلت للتو على شواطئ نورماندي بذكرى مرور ثمانين عاما على يوم الإنزال (D-DAY في فرنسا ضد احتلال ألمانيا النازية) والذي شكل بداية تحررها من الحرب والقومية والفاشية، تواجه الآن مرة أخرى الفاشية والقومية والحرب".
ويرى المؤرخ البريطاني، أن "أيا من هذه الأحزاب المتشككة في أوروبا لن يكون على درجة من الغباء بحيث يدعو إلى إتباع نموذج بريكسيت (خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي)، مثلا فريكسيت (خروج فرنسا)، أو ديكسيت (خروج الدنمارك)، أو نيكسيت (خروج هولندا)".
وتابع أنه "بدلا من ذلك، سوف يستمرون في سحب الاتحاد الأوروبي إلى اليمين من الداخل، مع اتخاذ موقف أكثر تشددا بشأن الهجرة، ومعارضة حازمة للتدابير الخضراء اللازمة بشكل عاجل لمعالجة أزمة المناخ، وخفض الدعم لأوكرانيا- وكونهم جميعا قوميين، سيحاولون استعادة السيطرة الوطنية من بروكسل"، مضيفا "لذلك لا تدع أحدا يقول لك "الأمر ليس سيئا للغاية. إنه أمر سيئ، ويمكن له أن يصبح أسوأ".
وشدد المؤرخ البريطاني، على أن كل هذا قبل أن نصل إلى الانتخابات الأكثر أهمية لأوروبا هذا العام، و"التي لن تحدث في أوروبا"، مشيرا إلى أن "فوز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نونبر من شأنه أن يضعف أوروبا وربما يزيد من انقسامها، مع اصطفاف القوميين الشعبويين اليمينيين المتشددين، بما في ذلك ميلوني، كحزب ترامب الأوروبي".
وتساءل: "هل حان الوقت لليأس والهجرة إلى نيوزيلندا؟ بالتأكيد لا. ولا تزال هناك أغلبية كبيرة من الأوروبيين لا يريدون خسارة أفضل أوروبا عرفناها على الإطلاق. ولكن لا بد من حشدهم وتحفيزهم وإقناعهم بأن الاتحاد يواجه بالفعل تهديدات وجودية".
وختم المؤرخ البريطاني مقاله قائلا: إنه "ينتظر الآن بشيء من الرهبة أسابيع المساومات في الاتحاد الأوروبي: أي حزب سيتوافق مع أي حزب آخر؟ من يحصل على الوظيفة العليا؟ العبث في بروكسل بينما تحترق خاركيف وكوكبنا".
وخلص إلى أن "ما نحتاج إليه هو مزيج من الحكومات الوطنية والمؤسسات الأوروبية التي تعمل فيما بينها على توفير الإسكان الذي لا يستطيع الشباب تحمل تكاليفه حاليا، والوظائف، وفرص الحياة، والأمن، والتحول الأخضر، ودعم أوكرانيا. فهل تستيقظ أوروبا قبل فوات الأوان؟".