في الوقت الذي عبر فيه عبد اللطيف وهبي، وزير العدل الحالي، عن الاكراهات التي يطرحها "الذكاء الاصطناعي" في مجال الحقوق والحريات الفردية والجماعية، ومدى تموقعه في مضامين النصوص الجنائية المنتظر الافراج عنها في الأسابيع المقبلة ضمن الشق الخاص ب"الجرائم الإلكترونية"، يتدارس قطاع الصحة والحماية الاجتماعية إمكانية استخدام هاته الوسيلة الرقمية الحديثة في الخدمات الصحية.
وشهد موضوع "الذكاء الاصطناعي" في الآونة الأخيرة نقاشات بين مختلف الفاعلين والمتداخلين من أجل تطويره واستخدامه في القطاعات الحكومية التي تحتاج إلى عنصر التكنولوجيا بشكل كبير، رغم وجود نية صادرة عن وزارة العدل من أجل تقنين استعمالاته واستخدامه عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
تعليقا على هذا الموضوع، يرى محسن الخديسي، الخبير في الذكاء الاصطناعي، أن "الذكاء الاصطناعي هو وسيلة تكنولوجية حديثة يمكن استخدامها في عدة مجالات وقطاعات سواء عمومية أو خصوصية، لكن الاشكال ينحصر في طريقة استعمال هذه الخاصية الرقمية في الأشياء التي نريد الاستفادة منها".
وأضاف الخديسي، في تصريح ل"الأيام 24″، أن "جميع الأشياء التكنولوجيا وغير التكنولوجيا لها ايجابيتها وسلبياتها، وأن الذكاء الاصطناعي بدوره له أوجه عديدة إيجابية وأيضا مساوئ قليلة، غير أن هذه السلبيات فهي راجعة إلى نوعية الأعمال التي يريد مستخدم هذا البرنامج الوصول إليها".
وقال الخبير في الذكاء الاصطناعي إن "هذه الوسيلة الرقمية لها عدة مميزات من بينها الرفع من الأداء وأيضا الزيادة في المستويات الإنتاجية، وأن مجموعة من الأمراض ظهرت في الآونة الأخيرة لجأت عن طريقها المختبرات الطبية إلى الذكاء الاصطناعي من أجل الوصول إلى حل ينهي انتشار هذه الأمراض".
"الذكاء الاصطناعي يمكن استخدامه في المعرفة والثقافة وهذا أمر جيد، حيث يقوم بتطوير مجموعة من البرامج التعليمية والمعرفية تتماشى مع الظرفية الحالية، إضافة إلى مساهمته في تطوير اللغات والمهارات الرقمية"، يقول المتحدث.
وأشار أيضا إلى أن "وزير العدل تحدث عن الإطار القانوني والأخلاقي لاستعمال الذكاء الاصطناعي، وهذه خطوة مهمة من أجل تقنين استعمالات هذه الوسيلة الحديثة"، مضيفا: "كما قلنا سابقا فإن الإنسان يجب أن يتحمل مسؤوليته في طريقة استخدام هذا البرنامج الذكي".
وتابع الخديسي حديثه قائلا: "مواقع التواصل الاجتماعي تتلاعب بالذكاء الاصطناعي وتستخدمه في أشياء قد تمس بحرية الآخرين"، مردفا أن "الانترنت بدوره تم استخدامه في أنشطة غير مشروعة راكمت ثروات مالية كبيرة".
وأكد الخبير الرقمي أن "المغرب يعاني من عدة مشاكل متعلقة بالذكاء الاصطناعي، لأنه لم يعمل على تطويره وهذا يشكل خطرا، علما أنه سنبقى دائما تحت سيطرة الجهات أو الدول التي تقوم بتطويره وتعزيز برامجه، مثال أن تطبيق "تيك توك" الموجود في الصين ليس هو التطبيق الموجود في باقي دول العالم".
وخلص المتحدث قائلا: "الذكاء الاصطناعي يساهم في تطوير الأدوية والعقارات، وأيضا استخدامه في الفحوصات الطبية حيث يستفيد منه جميع سكان المدينة، إضافة إلى استعماله في العمليات الجراحية".