يشارك المغرب هذا الأسبوع في معرض جيتكس العالمي، الذي خصص دورته 43 لموضوع الذكاء الاصطناعي، وهو حدث رائد في مجال التكنولوجيات الرقمية في العالم وخاصة في الشرق الأوسط منذ 42 عامًا، والذي يقام في الفترة من 16 إلى 20 أكتوبر 2023. في دبي، الإمارات العربية المتحدة. ومن التخصصات التي يمثلها العارضون في جناح المغرب بالمعرض الدولي "الذكاء الاصطناعي، التكنولوجيا الاستهلاكية، برمجيات المؤسسات العمومية، حلول معلوماتية، البنية التحتية وأمن شبكات الاتصالات وبلوك تشين".
وقد بدأ الذكاء الاصطناعي يجتاح كل القطاعات والتخصصات والمهن والملتقيات الوطنية والدولية، لكن الملاحظ هو الاستخدامات الجديدة غير المسبوقة في مجال الإدارة الإلكترونية لارتباطها أساسا بالخدمات الإدارية الموجهة للمواطنين المغاربة.
في هذا الصدد، قال حسين ساف، إعلامي مختص في تكنولوجيا المعلومات، وعضو المجلس الإداري لمنتدى شمال إفريقيا لحكامة الأنترنيت، إنه "بالنسبة لتجربة المغرب بدأ الارتباط بين المواطن والرقمنة مبكرا في المغرب، قبل ظهور الذكاء الإصطناعي، عندما تم تكوين لجنة وطنية للحكومة الالكترونية، التي افرزت إطلاق "استراتيجية المغرب الرقمي 2013.2009 ".
وأضاف حسين ساف، في تصريح ل"الأيام 24″، أنه "قد كان المغرب بذلك من بين بلدان الجنوب القلائل السباقين لهذه المبادرة التي تلتها مبادرات أخرى، بتسميات مختلفة، لكن قاسمها المشترك إرادة قوية لإدخال المغرب ضمن البلدان الرائدة وخاصة في مجال التكنولوجيا الذكية واحتلاله الصدارة الافريقية في صناعة السيارات".
وتابع المتحدث عينه أن "الجامعات المغربية كلها أحدثت حاليا شعبا متخصصة خاصة على مستوى الماستر في الذكاء الاصطناعي"، مشيرا إلى أنه "قد حان الوقت لتسلك الإدارات العمومية مسار الخدمات الذكية لفائدة المواطن وتوسع استخدامها مهما كلفها الثمن، وهي واعية بجدية الرهان الذي بدأ يطرحه التوجه العالمي نحو التبني المتزايد لمبدأ جديد يجعل من الإنسان قطب الرحى".
وأشار الخبير الرقمي إلى أنه في "السياسات العمومية ومن التضامن والتكامل والشراكات بين القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني كأساس للحكامة، في كل المشاريع التنموية والاقتصادية والاجتماعية بل حتى الصناعية"، مؤكدا على أنه "قد بدأ فعلا حديث الخبراء عن ظهور الجيل الجديد للثورة الصناعية المأنسنة".
واعتبر الساف أن "الجيل الصناعي القادم بعد الجيل الرابع الحالي في البلدان المتقدمة، والجميع يعلم جيدا النتائج السلبية للاستخدامات الواسعة للروبوت وللذكاء الاصطناعي عندما لا تتم مراعاة الانعكاسات الكارثية لاستخدامات الروبوت على مناصب الشغل بصفة خاصة".
وبالمقابل، يرى زهير الخديسي، الخبير الرقمي، أن "الذكاء الاصطناعي انتقل في الآونة الأخيرة من مشروع خاص بالبحث العلمي إلى موضوع أصبح في متناول جميع الأشخاص، وأن ميزته عديدة في الوقت الحالي"، مبينا أن "العديد من الشركات الناشئة في المغرب تستعمل الذكاء الاصطناعي وأنه قادر على التأثير على مجموعة من المجالات وسيعزز الإنتاجية داخل الشركات".
وأضاف زهير الخديسي، في تصريح ل"الأيام 24″، أن "الذكاء الاصطناعي سيوفر الوقت للمؤسسات العاملة وخاصة في الأشغال اليومية التي تتكرر، وله التأثير أيضا على العديد من المجالات مثل الصحة والتربية والتعليم مما قد يساعد على تسريع الرقمنة في هذه المجالات"، مضيفا أن "الفلاحة والصناعة قد تحتاج إلى الذكاء الاصطناعي من أجل تطوير برامجها".
"المغرب مازال بعيد عن استخدام الذكاء الاصطناعي في المؤسسات العمومية، لأنه لم يتوفر على استراتيجية كافية، وهناك دول افريقيا تتوفر على استرتيجيات في هذا المجال كرواندا والبنين بالإضافة إلى بعض الدول العربية كالامارات والسعودية وأن المغرب لم يتوفر على ذلك"، يقول المتحدث، لافتا إلى أنه "يصعب عليه استثمار الذكاء الاصطناعي في المؤسسات العمومية".
وأبرز الخبير الرقمي أن "المغرب لم يتوفر على بنيات تحتية قوية لتنزيل هذا المشروع الرقمي نظرا لعدم وجود بيانات أو أبحاث علمية في هذا المجال"، مؤكدا على أن "المغرب قام باحداث الوكالة الوطنية للرقمنة من أجل تشجيع البحث العلمي في هذا المجال لكن هذه المبادرة غير كافية لخلق بداية مسار الذكاء الاصطناعي".