تميزت سنة 2017 في المغرب بمجموعة من الأحداث على مستوى تشكيل الحكومة، بعد فشل تشكيلها من قبل عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة السابق، حيث تدخل الملك بعد أكثر من ستة أشهر من "البلوكاج" لحل الأزمة. وعيّن الملك محمد السادس يوم الأربعاء 5 أبريل 2017 الحكومة الجديدة برئاسة سعد الدين العثماني، وتتألف من ستة أحزاب بقيادة حزب العدالة والتنمية الذي تصدر نتائج الانتخابات التشريعية في أكتوبر 2016. وبذل رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، منذ تكليفه بالمهمة، جهودا مع الأحزاب السياسية لتشكيل حكومة جديدة تنهي أشهرا عديدة من الفراغ السياسي الذي سببه تعثر رئيس الحكومة السابق في تشكيل الحكومة. وعلى عكس ابن كيران الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية الذي كان "متصلب المواقف" تجاه بعض الأحزاب، فإن العثماني أبدى "انفتاحا على الجميع"، حيث تمكن من تشكيل حكومته بعد القبول بدخول حزب الاتحاد الاشتراكي للتشكيلة الحكومية. وضمت الحكومة الجديدة التي تشكلت بعد مشاورات استمرت أكثر من أسبوعين، 39 وزيرا وكاتب دولة، وشارك فيها ستة أحزاب وهي، العدالة والتنمية، والتجمع الوطني للأحرار، والحركة الشعبية، والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والاتحاد الدستوري، وحزب التقدم والاشتراكية. وتشكلت الحكومة الجديدة بعد شهور من المشاورات العسيرة التي قادها رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران منذ تكليفه بتشكيل حكومته الثانية إثر فوز حزبه بالمرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية في 7 أكتوبر 2016، وكانت نتيجتها الفشل، حيث أعفاه الملك وكلف العثماني يوم 17 مارس 2017 بتشكيل حكومة ظهرت بعد نحو عشرين يوما فقط.