بعد زيارة ستيفان دي ميستورا، المبعوث الأممي للصحراء، إلى موسكو، بطلب من حكومة هذه الأخيرة، بحسب ما جاء في بيان وزارة الخارجية الروسية، الذي أكد على أن "الزيارة أتت في إطار البحث عن سبل تسوية نزاع الصحراء"، يحاول النظام الجزائري ترويج هذه الزيارة على أساس انتصار دبلوماسي جديد بعد زيارة مبعوث الأممالمتحدة إلى جنوب إفريقيا. ويرى متتبعون سياسيون أن الإعلام الجزائري يسعى منذ قدوم ديمستورا إلى موسكو تحريف السياق الحقيقي للزيارة، التي تندرج في إطار الجهود التي تبدلها الأممالمتحدة بمعية الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن، بهدف البحث عن حلول سياسية لفك نزاع الصحراء الذي يشمل كل من المغرب والجزائر إضافة إلى البوليساريو.
تعليقا على هذا الموضوع، عبد السلام البراق شادي، خبير دولي في إدراة الأزمات وتدبير المخاطر وتحليل الصراع، إن "زيارة ستافان ديميستورا إلى روسيا ولقاؤه بوزير الخارجية الروسي وكبار مساعديه، يندرج في إطار الجهود الأممية للبحث على حل سياسي يستند إلى الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن المؤكدة للسيادة المغربية بإعتبار الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الحل الأساس الأكثر مصداقية لهذا النزاع المفتعل".
وأضاف البراق شادي، في تصريح ل"الأيام 24″، أن "روسيا هي فاعل تاريخي في هذا الصراع المفتعل لأكثر من خمسين سنة بحكم العلاقات المتميزة للنظام الجزائري، وأدواته مع المعسكر الشرقي بقيادة موسكو طوال عقود مضت، بالإضافة إلى أن روسيا عضو فاعل في مجموعة الصداقة للصحراء المغربية في الأممالمتحدة التي تضم الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وإسبانيا، وهذه الزيارة قد يمكن إعتبارها تصحيحا للمسار الذي يجب على دي ميستورا اتخاذه في البحث على أرضية توافقية تفضي إلى حل سياسي لقضية الصحراء".
وتابع المتحدث عينه أن "تشاور المبعوث الأممي مسؤولين رفيعي المستوى ينتمون لدول مجموعة الصداقة للصحراء المغربية، قد يحمل العديد من المتغيرات التي قد تطرأ على موقف المبعوث الأممي ومجلس الأمن، بالنظر لمواقف أبرز دولها الداعمة للسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبيةكالولاياتالمتحدة وإسبانيا وبريطانيا".
وأشار المحلل السياسي إلى أن "النظام الجزائري اليوم يعيش في ظل هزائم ديبلوماسية متعددة في عدة واجهات إقليمية، سواء في فشله الذريع بإدارة تموقعه الإقليمي في ظل التحديات الجيوسياسية التي تتربص بالمنطقة كالإرهاب والهجرة والجريمة العابرة للقارات والتغير المناخي".
وأردف أيضا أنه في "إطار ديبلوماسية العبث الجزائرية يسعى النظام الجزائري إلى تحريف نتائج هذه الزيارة، وربطها بزيارة المبعوث الأممي إلى جنوب إفريقيا وتقديمها إلى الرأي العام الجزائري على أساس أنها إنتصار ديبلوماسي للجزائر وللطرح الإنفصالي أيضا".
"الأكيد أن النظام الجزائري يسعى للاستثمار في نتائج هذه الزيارة لاستمالة موقف روسي أكثر اتساقا مع المواقف العدائية للجزائر بإستغلال صفقات التسليح الروسية"، يقول المتحدث.
ولفت شادي إلى أنه "في ظل التطورات الإقليمية المتسارعة في الصحراء الكبرى والساحل، سيسعى نظام شنقريحة الشمولي إستنادا إلى طبيعته الشمولية إلى تقديم خدمات عسكرية وشبه عسكرية مجانية لتعزيز المصالح الجيوسياسية الروسية في الصحراء الكبرى والساحل".